طفلي مصاب بإمساك .. ماذا أفعل (جزء 3)
د. حجي إبراهيم الزويد*
ماهي مدة علاج الإمساك المزمن؟
– ينبغي الإشارة إلى أنَّ علاج الإمساك قد يستلزم وقتاً طويلاً، وذلك لإعادة القولون إلى حجمه الطبيعي (وجود كميات كبيرة من البراز يعمل على زيادة قطر القولون، وبالتالي فإن المريض لا يشعر بالرغبة في التبرز إلا إذا كانت كمية البراز كثيرة).
ولهذا ينبغي لأهل الطفل العمل على تفريغ الطفل للفضلات البرازية بشكل منتظم. وقد يستلزم حل مشكلة الإسهال شهوراً.
علاج الإمساك غير الدوائي:
تعديل السلوك:
– يستخدم تعديل السلوك لإعادة تأهيل الطفل على عادات الأمعاء الطبيعية.
– من المهم تثقيف والدي الطفل حول أسباب الإمساك، بما في ذلك دورة الألم أثناء التبرز، حجب البراز، وسلس البراز encopresis، كما ذكر سابقا في ما سبق.
سيساعد هذا الآباء في فهم عملية العلاج وتحسين التزامهم بالبرنامج الخاص بعلاج الإمساك.
– يشمل برنامج تعديل السلوك النموذجي للإمساك المزمن ثلاثة محاور رئيسة:
1 – تعويد الطفل على الجلوس في المرحاض.
2- نظام المكافأة.
3- المراقبة.
تعويد الطفل على الجلوس في المرحاض:
– ينبغي أن ينظّم والدا الطفل أو مقدّمو الرعاية برنامج الجلوس المنتظم في المرحاض وتشجيعه والإشراف عليه.
– ينبغي أن يجلس الطفل على المرحاض بعد وقت قصير من تناول الطعام، لمدة 5 إلى 10 دقائق، مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.
– ينبغي أن تكون فترات الجلوس في المرحاض في نفس الوقت كل يوم، وأن يتم ضبطها بمنبه أو ساعة توقيت.
– ينبغي اتباع هذا النظام كل يوم، وخاصة خلال أوقات الانتقال (على سبيل المثال، العطلات أو الإجازات أو عطلات نهاية الأسبوع).
– ينبغي تشجيع انضمام الطفل إلى برامج معززات إيجابية كما هو موضح أدناه، بدلاً من تعزيزات سلبية (نقد أو عقاب).
– بالنسبة للأطفال الذين لا تلمس أقدامهم الأرض أثناء جلوسهم على مقعد المرحاض العادي، الأفضل استخدام كرسي لدعم القدم.
– يمكن أن يساعد دعم القدم الذي يرفع الركبتين فوق مستوى الوركين في استرخاء قاع الحوض، وهو مفيد بشكل خاص للطفل الذي يميل إلى حجب البراز.
نظام المكافأة:
– ينبغي للآباء أو أولياء الأمور اتباع نظام المكافآت للطفل، حيث يتم فيه توفير المكافأة للجهد الذي يبذله الطفل في محاولته لتفريغ الأمعاء (أي الجلوس في المرحاض) وكذلك عند النجاح في عملية التفريغ (أي الإخلاء في المرحاض)، أي ينبغي مكافأته حتى لم يحدث تفريغ، و لكنه حاول ذلك بجلوسه على المرحاض لفترة زمنية.
– قد تشمل مكافآت الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ملصقات أو حلويات صغيرة، أو قراءة كتب أو أناشيد أثناء الجلوس، أو ألعاباً خاصة تُستخدم فقط أثناء الجلوس في المرحاض.
– قد تشمل مكافآت الأطفال في سن المدرسة قراءة الكتب معاً، أو كتب الأنشطة، أو ألعاب الكمبيوتر المحمولة يدوياً، التي يتم استخدامها فقط خلال وقت الجلوس، أو العملات المعدنية التي يمكن استبدالها لاحقاً بأشياء أخرى.
المراقبة:
– ينبغي للوالدين أو القائمين برعاية الطفل استخدام مذكرات أو سجل لتسجيل حركات الأمعاء، والأدوية المستخدمة، ونوبات سلس البراز، وآلام البطن، وسلس البراز.
البرنامج الغذائي والألياف:
– أثناء علاج سلس البراز و / أو الإمساك المزمن من المهم تناول نظام غذائي يساعد على انتظام عملية التغوط.
– يوصى عادة بزيادة تناول الفواكه والخضروات النيئة والنخالة وخبز الحبوب الكاملة والحبوب، وكذلك تناول كميات كافية من السوائل.
غالباً ما ينصح بزيادة تناول الألياف، من خلال التغييرات الغذائية أو مكملات الألياف، للإمساك الحاد والمزمن.
منطقياً، ينبغي تجنب إجراء التغييرات الغذائية في المرحلة الأولية من العلاج والاقتصار على الأدوية وسلوكيات المرحاض.
بالنسبة للأطفال الذين لديهم انحشار البراز، ينبغي تشجيع تناول الألياف الزائدة بعد استعادة وظيفة القولون والمستقيم، على سبيل المثال، بعد عدة أشهر من العلاج الناجح للملينات.
– قد يكون تناول كمية كافية من الألياف مهماً بشكل خاص خلال الوقت الذي يتم فيه إيقاف العلاج الملين، عندما يزيد حجم البراز المتزايد من وعي الطفل بالحاجة إلى الإخلاء.
-تتوفر مجموعة متنوعة من منتجات الألياف دون وصفة طبية (سيلليوم ، دكسترين القمح أو ميثيل سلولوز). تشمل المستحضرات الألياف المجففة (التي يمكن مزجها في العصير أو تجميدها في المصاصات) أو الرقائق أو الأقراص
تناول السوائل:
– لضمان التروية الكافية، ينبغي تشجيع الأطفال الذين يعانون من الإمساك المزمن أو سلس البراز على استهلاك ما لا يقل عن 960 إلى 1920 مل من الماء أو سوائل أخرى غير الحليب يومياً، خاصة إذا كانوا يستخدمون مكملات الألياف.
حليب البقر:
قد يكون للاستهلاك المفرط في تناول الحليب الصناعي دور في حدوث الإمساك لدى بعض الأطفال.
الآلية المقترحة هي أن حليب البقر يبطئ حركة الأمعاء ويشبع الطفل، وبالتالي يقلل من تناول السوائل والأطعمة الأخرى التي تحتوي على الألياف.
في الأطفال الذين لا يستجيب الإمساك لديهم للتدابير الأخرى، وخاصةً الأطفال الذين يعانون من أعراض التأتبي Atopy (الحساسية)، يقترح إجراء تجربة لمدة أسبوعين على الأقل للتخلص من كل بروتين في الحليب البقري.
إذا تحسن الإمساك بشكل كبير، ينبغي أن يستمر هذا النظام الغذائي.
يمكن استخدام شكل من الحليب غير الألبان (مثل الصويا) كبديل، أو الحليب منخفض التحسس HA.
يُقترح هذا النهج لأن التخلص من حليب البقر من النظام الغذائي قد يحسن الإمساك لدى بعض الأطفال.
البروبيوتيك Probiotics:
البروبيوتيك، هي كائنات دقيقة حية عندما تعطى بكميات كافية تمنح فائدة صحية على المضيف، يتم استخدامها في علاج الإمساك لدى البالغين والأطفال. أكثر الكائنات الحية التي تمت دراستها على نطاق واسع ضمن أجناس Bifidobacterium وLactobacillus.
الفرضية القائلة بأن البروبيوتيك قد يكون لها إمكانات علاجية لعلاج الإمساك مدعومة ببيانات توضح الاختلافات في الجراثيم المعوية بين الأفراد الأصحاء والمرضى الذين يعانون من الإمساك المزمن.
وقد ثبت أيضاً أن بكتيريا Bifidobacterium أو Lactobacillus تعمل على تحسين أوقات عبور القولون لدى المرضى المصابين بالإمساك.
الأدلة المتوافرة من التجارب الخاضعة للرقابة لدى الأطفال والبالغين غير كافية لدعم توصية حول استخدام البروبيوتيك لعلاج الإمساك لدى الأطفال، أو لتحديد أكثر السلالات أو الجرعة أو مدة العلاج الأكثر فعالية.
النشاط الحركي:
– ينبغي تشجيع طفلك على النشاط البدني، وممارسة الرياضة مع نظام غذائي متوازن يوفر الأساس لحياة صحية ونشطة.
الطرق الوقائية لمنع حدوث الإمساك:
– مراعاة انتظام عادة التبرز والتعود على موعد ثابت للتبرز يومياً، وليكن كل صباح قبل أو بعد الإفطار، مع تخصيص وقت كاف لقضاء هذه العملية، والاسترخاء التام أثناء أدائها.
– إدخال الأغذية الغنية بالألياف ضمن الوجبات الغذائية بعد الشهر السادس من عمر الطفل.
توصي جمعية طب الأطفال الأمريكية AAP بأن يتناول الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 19 عاماً كمية يومية من الألياف مساوية لأعمارهم، إضافة إلى زيادة 5 جرام من الألياف. على سبيل المثال، يوصى بـ 7 جرام من الألياف إذا كان طفلك يبلغ من العمر عامين (2 + 5 جرام).
– تشجيع الطفل على الإكثار من شرب السوائل ولا سيما إذا كان مريضاً.
*استشاري طب الأطفال والحساسية.