ليّنُ الكَلِم
طالب المطاوعة
من لانت كلمته…
(يفاجؤك أحياناً ما بعض الأفراد العاملين وفي حقول عدة بأنهم موتورون.
ما أن تقول كلمة، أو تعلق تعليقاً ما وقبل أن تنهي فكرتك وكلامك إلا وردَّ عليك رداً مشحوناً وبأسلوبٍ هجوميٍ، وكأنه يتربص بك الدوائر هجوماً أو دفاعاً.
وبعضهم ما إن يؤسس عملاً أو نشاطاً أو جمعية إلا وفاجأك بهجوم على كيانك ونشاطك.
لماذا تبدأ نشاطك موتوراً ومتكهرباً؟
أليس من الأجدى أن تبدأ هادئا وتنمو طبيعياً؟
ونلحظ ذلك بين فرق
العمل الاجتماعي والثقافي والأدبي والوظيفي، وبين الأصدقاء والزملاء والإخوة والجيران وغيرهم.
ماذا دهاكم أيها الأحبة! أيها السادة!؟
لماذا كل هذا الهجوم وعدم التحمّل والصبر والتّريث وحمل الآخر محمل خير؟.
لماذا لا نحترم أنفسنا قبل احترام الآخرين كي نُحترم؟
هل من سمات العمل المشترك التوتر والهجوم والدفاع بوجه حق وغير حق؟
أما من سمات العمل المشترك، التكامل والتعاون والتضامن والتفاهم والانفتاح على كل الأفكار والمفاهيم والمعاني المشتركة، وبروح الفريق الواحد؟.
أين هو الذوق واللطف والرقي الذي تنادون به وتتكلمون عنه؟
أوليس رسول الله هو أفضل الخلق؟ “وإنك لعلى خلق عظيم” ومع ذلك يخاطبه الباري عزّ وجلّ “ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك”؟
هل من الصحيح أن يكتب أحدهم مقالاً عن مكانة السيدة الزهراء عليها السلام وتجد ذلك الخطاب كله متشنجاً، وكأن أمامه خصماً يهاجمه ويفترسه ويقطّعه بأنيابه؟
أين هو السلام الداخلي الذي نبحث عنه لنأوي إليه؟
أين هو الرفق من محبتنا لبعضنا؟
أم أنّ الدين شعارٌ نرفعه وسلوكٌ نتركه؟
هل التنافر والخصومة والبغضاء أهدافاً نسعى لتحقيقها؟
أما عُلِّمنا أن نقول خيراً أو لنصمت؟
أما عَلِمنا أنّ من أول مبادئ التعامل في العلاقات الدبلوماسية أن نكون لينين، ونتكلم بهدوء ونخفض من أصواتنا، لتعبر كلماتنا إلى قلوب الآخرين بيسر وسهولة؟
أوليس الحب أن تهمس بالآذان بصوتٍ منخفض ليشق طريقه لأعمق نقطة بالقلب، والصراخ يصطدم بحجب ومصدات ثم يرتدّ على عقبيه ولو كنا على مقربة ومسافات لاتذكر؟
إن الذي يهمس في آذاننا بحب وبصوت هادئ، ونشعر بحبه ومودته، ونلمح ابتسامته، وندرك صدقه وحسن نيته، هو من)…
وجبت محبته “.