محمد الحمود: سيهات
استضاف منتدى سيهات الأدبي “عرش البيان” مساء الاثنين الماضي، الأديب الشاعر جاسم المشرف، حيث ألقى محاضرة بعنوان (مزالق الشعر).
وهو عبارة عن كتاب أصدره المشرف في طبعته الأولى عام 1439هـ، 2018م عن دار أطياف للنشر والتوزيع بالقطيف، وهو من إصدارات ملتقى ابن المقرب العيوني بالدمام، ونظراً لأهمية موضوع الكتاب رأت إدارة المنتدى أن تستضيف كاتبه ليلقي محاضرة عما جاء في كتابه الآنف الذكر ووفي حديث المشرف قدّم تفصيلاً شاملاً حول مضامينه وتناول مختلف جوانبه، وقد قدم للأمسية الشاعر حسين الشافعي.
وتناول المشرف جوانب من الممارسة النقدية، حيث تحدث عن مشكلة اعتزاز الشاعر باحتفاء الجمهور دون الرجوع لنصوصه وتطوير ذاته، وتحدث عن نوعين من الكتابة: الأول عفوي غير معروف لدى كاتبه وهو ينطلق من أحاسيسه المتوهجة، والثاني قصدي ومعروف، والأول يكشفه النقد المنضبط، والثاني يكشف عنه المبدع ذاته، ثم تحدث عن الفن الجميل الذي يتجاوز الطبيعي والمحسوس.
أما عن مزالق الشعر فقط قسمها إلى قسمين: مزالق فنية، ومزالق دلالية، وقسم المزالق الفنية إلى: ارتباك معجم اللغة، وغياب النحو والصرف، والمطلع الباهت، والنبض الخافت، والنظم من حيث هو مجرد نظم لأفكار أو تاريخ أو مشاعر وأحاسيس منظومة بطريقة تقريرية، وغياب الصورة، وتزاحم الصور، والمبالغة في الشكل على حساب المضمون، والإكثار من الضرورات الشعرية وتجاورها، والاقحام القسري للرمز، أما المزالق الدلالية فقسمها إلى: هوس الحضور، والقصدية، والإلجاء، والكرار والاجترار، والغموض والتلغيز، والإسهاب والإطالة المملة، والافتقار للوحدة الموضوعية، ووحدة الحقل، والهلوسة في الفلسفة، والفقر الثقافي، والاستغراق في التراث، وجمود النص، وغياب الذات، ثم ختم المحاضر بقصيدة النثر وجدلية التبني.
وفي ختام اللقاء؛ أجاب المشرف عن بعض استفسارات الحضور إجابات تفصيلية، فأبدى الحضور إعجابهم بطرحه النقدي الجميل للمشهد الشعري بشكل مُجمل من حيث مزالقه التي يقع فيها العديد من كتّاب الشعر، وفي الضمن دعا المشرف الشعراء الواعدين إلى عدم الوقوع في هذه المزالق للوصول إلى الإبداع الحقيقي والمطلوب في شعرهم.
