(الخبز الأحمر) نكهة مرتبطة بمزارع ونخيل الأحساء
بشائر: الدمام
يعد الخبز الأحمر الحساوي من الأكلات المحببة لأهالي الأحساء وزوارها من مناطق ومدن المملكة، ومن السائحين خاصة في هذه الفترة من فصل الشتاء، إذ اشتهرت محافظة الأحساء بإنتاج هذا النوع من الخبز الذي يحتوي على كثير من الفوائد التي تغذي الجسم، ويمتاز بنكهته المرتبطة بمزارع ونخيل الأحساء.
رائحة النخيل
قال المختص بإعداد الخبز الأحمر الحساوي الحرفي عبدالرحمن الربيع «72 عاما»: أعمل في إعداد الخبز الأحمر منذ أكثر من 64 عاما، وإلى يومنا هذا أعد هذا الخبز الذي ارتبطت به ارتبطا قويا، وهو يصنع من مكونات طبيعية هي: الطحين والبر والتمر الخلاص والسمسم الحساوي وحبة البركة والحلوة الحساوية والهيل، ويعد باستخدام التنور وجذوع النخل، وهناك خبز أحمر بالدبس أو بالجبن أو الزعتر أو اللبنة، وهي إضافات تعطيه نكهات رائعة ورائحة المزارع والنخيل.
توافر خاماتهوتحدث الخبير الزراعي بوزارة البيئة والمياه والزراعة عبدالحميد الحليبي قائلا: المطبخ الأحسائي ثري بتعدد طبخاته ونكهاته الرائدة والرائعة، وذلك لتوافر الإنتاج الزراعي، لأن الزراعة هي الغذاء، فتعدد الأصناف من الرز الحساوي واللوبا والباميا وجميع الخضراوات والتمر والفواكه، كما ينتج الفرن الأحسائي خبزا أحمر مميزا ومختلفا عن باقي خبز العالم، وهو خبز ممزوج بالتمر أو الدبس وهذه قمة درجات الغذاء العالي، وهم لا يتكلفون شيئا يذكر لوجود خامات هذا الخبر من المواد الزراعية والغذائية التي تنتجه، فيأكله البسيط والغني من الناس في الأحساء.
مهنة متوارثةأما المرشد السياحي رسمي المؤمن، فقال: مهنة الخبازين بالأحساء، لها عراقة وتاريخ، ولها فنونها وأساليبها، فهناك عوائل تشتهر بها، توارثوها أبا عن جد، ثم ورثوها للأحفاد، وهناك أسماء لامعة لها شهرتها في الأحساء، وفي المبرز والهفوف وحتى في قرى وبلدات الأحساء، وهذا الخبز له رائحة جاذبة، وهو أكلة شعبية في الأحساء للمواطنين وللسواح أو زوار الواحة، ويفضل الكثيرون تناوله مع الروب «الزبادي»، والقشدة «القيمر»، أو مع الجبن، أو مع الشاهي، وقديما كان البعض يقطع الخبز ويرش عليه الدبس، ويصبح كالمحلى الطبيعي، ومنهم من يفضل تناوله مع الاكلات الشعبية كالباميا أو مع مرق الخضار واللحم، أو يقطع مع لحمة الرأس «الباجا»، والكراعين كما يسميها أهل الأحساء.
جمال المشهد
وأوضح المواطن عبدالله الحربي أنهم يحرصون على زيارة الأماكن المخصصة لإعداد هذا الخبز بين فترة وأخرى، وأضاف: نشاهد عملية إعداد الخبز التي تذكرنا بالماضي الجميل، ونتطلع كثيرا لقضاء الأوقات في هذه الأماكن الجميلة ما بين التنور والرائحة الجميلة للمزارع وجذوع النخيل، فللخبز الأحمر الحساوي مذاقه ومكوناته ونكهته الخاصة التي تجعلنا نجد السعادة الكبيرة حينما نتناوله.
وقال المواطن خليفه السهلي: مشهد جميل نراه حينما نجد الإقبال والطلب الكبير على الخبز الأحمر الحساوي أمام المحلات المخصصة التي تمزج الماضي بالحاضر، والتي تؤكد تميز هذا الخبز كثيرا، والدبس يحبه الصغير والكبير نظرا لما يحتويه من فوائد، وتتنوع طرق الإعداد والمكونات بإضافة نكهات مميزة مع الخبز، كالجبن والدبس والزعتر واللبنة.