في ذكرى العلامة الفضلي
عادل الحسين
تِسْعَةُ أَعْوَامٍ مَضَتْ مِنْ فَقْدِهِ
مَازَالَ قَلْبِي غَارِقاً فِي وَجْدِهِ
كَأَنَّهُ بِالْأَمْسِ قَدْ غَادَرَنَا
وَالْيَوْمَ أَمْسَى جِسْمُهُ فِي لَحْدِهِ
صَعْبٌ عَلَى مَنْ أَلِفَ الْحُبَّ بِقُرْبِهِ-
بِأَنْ يَنْسَى جَمَالَ رِفْدِهِ
يَا أَيُّهَا الْهَادِي بِفِكْرٍ رَاشِدٍ
مَازَالَ عَقْلِي يَرْتَوِي مِنْ رُشْدِهِ
لِلْجِلْسَةِ النَّوْرَاءِ جَوٌّ مَاتِعٌ
فِي دَوْحَةِ الْأَفْكَارِ مَسْرَى مَجْدِهِ
إِذْ كَانَ نِبْرَاسَ هُدًى وَمَرْفَأً
لِلْعَاشِقِينَ فِي بُحُورِ وِرْدِهِ
لَقَدْ أَنِسْتُ عِلْمَهُ وَفِكْرَهُ
إِذْ كَانَ فَذًّا فِي مِدَادِ سَرْدِهِ
أَحْيَا عُلُوماً فَانْتَشَتْ مَدَارِسٌ
فِي نَهْجِهَا أَرْسَى فُنُونَ نَضْدِهِ
وَجَدَّدَ الدُّرُوسَ حَتَّى تُبْتَنَى
عَلَى أُصُولٍ مِنْ بِنَاءِ جُهْدِهِ
قَدْ مَلَأَ الدُّنْيَا نَمِيراً لِلْوَرَى
كَيْ يَرْتَوُوا مِنْ نَبْعِهِ وَشَهْدِهِ
يَا أَيُّهَا الْفَضْلِيُّ يَا مَنْ فَضْلُهُ
عَمَّ الْوَرَى بِالْوَعْيِ لَا بِضِدِّهِ
هَلَّا رَجَوْتَ اللَّهَ أَنْ يَغْمُرَنَا
بِنَظْرَةٍ رَحِيمَةٍ مِنْ عِنْدِهِ
حَتَّى نَرَى الدُّنْيَا وَقَدْ زَانَتْ بِعَدْلٍ-
شَامِلٍ مِنْ لُطْفِهِ وَوَعْدِهِ