جواد المعراج
إن المشاكل السابقة التي تحدث مع الإنسان، وأيضاً التي تحصل بين الناس، لها تأثيرات سلبية على الحالة الفكرية والنفسية، وخصوصاً أن إطلاق المواقف الصادمة وغير المتوازنة يؤدي لإثارة تشنجات نفسية تبقى لفترة طويلة من الزمن؛ بسبب التسرع في اتخاذ القرارات العشوائية، وبالتالي فإن التعامل مع مثل هذه المشكلة يستدعي بداية جديدة، وذلك من خلال العمل على ترتيب الأمور في العام الجديد والتركيز على المستقبل القادم؛ من أجل ضبط الأعصاب والانفعالات الذاتية أولاً، وللسيطرة على الخلافات لتسريع الخطى نحو إنهاء الخصومة وأسباب التوتر في الوضع الحالي ثانياً.
المشاكل السابقة تكون محفوظة في الذاكرة الشخصية والاجتماعية، والمقصود بهذا الأمر هو أن أصحاب النفوس المريضة يتوجهون للرجوع إلى الخلافات القديمة؛ لأن تلك المواقف تتخزن بصورة ضخمة في الذاكرة، فتمتليء بالأحقاد الدفينة وردود الأفعال العنيفة، التي لا تنسجم مع التفكير الإيجابي، مما يؤدي إلى الدخول في مناوشات كلامية مع مختلف المجتمعات، وأحياناً تحدث المناوشات مع شخصيات لديها مكانة إعلامية عالية، أو نفوذ اجتماعي قوي، الأمر الذي يسبب التعب والضغط النفسي تجاه التعامل مع مثل هذه المعضلة الكبرى.
وفي هذا المجال من اللازم أن تكون هناك مقدرة تسهم في تحمل الضغوطات الاجتماعية؛ حتى يتم التغلب على الظروف الصعبة، إضافة إلى ذلك تنمية مهارة النقاش التي تعد عملية لها هدف في تهدئة الأوضاع بشكل تدريجي، عوضاً عن الاستجابة للغضب؛ فالإنسان الذي يتبع السلوك غير المهذب يضع انطباعات سلبية تجاه التعاملات والعلاقات بشكل عام.
ومن هنا يجب تنظيف الذاكرة الممتلئة بالضغائن والانفعالات، وخاصة في السنة الجديدة المشرقة 2022 التي تتطلب من كل شخص أن يستثمر الوقت في ممارسة الأعمال الخيرة، ومواساة الآخرين عندما يواجهون متاعب ومصائب، من جانب آخر هناك من يستغل الوضع الحالي، في إثارة المشاكل والبلبلة والمشاجرات التي ينتج عنها تصرفات غير ناضجة أو غير مسؤولة، مما يضع مختلف الشرائح البشرية في المواجهة المباشرة التي تكون مبنية على العدائية والتدمير للمبادرات الإنسانية.
اطرح على نفسك هذه الأسئلة:
1) ماذا أريد أن أحقق في هذه السنة الجديدة؟
2) هل سأظل على ممارسة العادات السلبية القديمة؟ أم سوف أعمل على تغيير العادات السلبية والتصرفات غير الناضجة بشكل إيجابي؟
3) هل عندي الاستعداد النفسي والاجتماعي اللذين لهما دور في تقديم الخدمة للناس والتطوع في المجتمع؟ أم أني متوجه لإنجاز الغايات والأهداف الشيطانية التي لها دور في ممارسة التدمير وإثارة المعارك والفتن؟
