أسماء الحسينيات
طالب المطاوعة
تعوّدنا أن تسمى الحسينيات بأسماء مباركة لأهل البيت ع أو بإسم العوائل المعمِّرة لها والقائمة عليها.
ماذا لو تم تسمية بعضها بأسماء تحمل دلالة ومعنى من المعاني الإنسانية التي سمّاها رب العالمين وأصّلها أهل البيت ع.
كأن نقول حسينية المحبة، المودة، الإيثار، التعاون، السجايا، الأخلاق، النهضة، الفردوس، النقاء، العصمة، المؤاخاة، والرحمة إلخ…
كما هو الحال في أسماء بعض المساجد، كمسجد قباء والقبلتين والفتح، لارتباطهم بأحداث تاريخية معينة.
هل في ذلك تعارض أو إستنقاص من أسماء المعصومين ع ؟ أم في ذلك تكامل وتتمة لما أمرونا به ع ؟ فتسمى بعضها بأسمائهم ع والبعض الأخر بمسميات من معاني الإنسانية العامة.
فالتسمية بتلك الأسماء لا يفقدها جوهرها وحقيقتها كما هو الحال في تسمية الجامعات وغيرها.
من وجهة نظر قاصرة جداً، أجد في ذلك تكاملاً وتأصيلاً لتلك المفاهيم العالية والنبيلة جداً. وبحسب اطلاعي القاصر لم أقرأ أو أسمع بالنهي عن ذلك.
والتسمية بأسمائهم ع هو للتّبرك بتلك الأسماء العلية والمقدّسة. أما التسمي بتلك الأسماء الأخرى فهو إشعار ومخاطبة للنفس بأننا نقتدي بهم ونهتدي بهداهم ونأخذ بنهجهم ع.
كما هو الحال في الحديث المروي عنهم ع ” خير الأسماء ماحمّد وعبّد”، ومع ذلك نجد أهل البيت ع والعلماء الأعلام من بعدهم يسمّون بأسماء غير المشار إليها في الرواية المأثورة، فهل يعد ذلك مخالفة ؟.
أقرأ في تلك الرواية من باب التأكيد على أهمية التسمية ” لكل امرئ من إسمه نصيب” وليس من باب الحصر والاقتصار.
ولعلي بالمقام أذكر قصة طريفة حدثت قبل عشرين سنة تقريباً. كنّا نسيّر حملة للمدينة المنورة بإسم (دنيا الشباب)، على ساكنها ومدفونها التحية والسلام.
فأخذ بعض الأخوة والأحبة من رجال الدين والشباب يرسلون إليّ بطلب تغيير مسمّاها إلى الكوثر أو ما شبهه من الأسماء الكريمة لأهل البيت ع. فإبتسمت من طلبهم وقلت في نفسي لا يعلمون لماذا نحن اخترنا ذلك الأسم، ومن ثم وضّحت ذلك للمرسولين حقيقة الأمر، ونقل ذلك لهم، وبقينا على تلك التسمية حتى توقّفنا وانقطعت تلك الرحلة.
كلامي عن التّوسع في التسمية وليس الإحلال والإبدال، كي نجمع بين بركة الأسماء وبين جوهرها ومرادها.
وقد يكون ذلك بالنظر في أسماء حسينيات بعض العوائل بالإضافة إلى أسم العائلة أسم آخر يخصصه ويحدده.