شهادة الإمام الهادي
عادل السيد حسن الحسين
دَارُ النَّقِيِّ لِفَقْدِهِ تُشْجِينِي
وَالنَّاسُ تَبْكِي فَقْدَهُ بِرَنِينِ
قَدْ ضَيَّقَ الْمُعْتَزُّ فِي حِقْدٍ عَلَى-
الْهَادِي وَدَسَّ إِلَيْهِ سُمَّ مَنَونِ
قَدْ سَدِّدُوا سَهْمَ الْخِيَانَةِ ظَالِمِينَ-
لَهُ فَظَلَّ رَحِيلُهُ يُضْنِينِي
قَدَ عَافَ دُنْيَا الْجَوْرِ فِي بُلْدَانِهِمْ
وَاسْوَدَّتِ الدُّنْيَا بِعَيْنِ سَجِينِ
قَدْ سَافَرَ الْهَادِي إِلَى أَسْلَافِهِ
فِي حَضْرَةِ الْأَمْلَاكِ يَوْمَ الدِّينِ
وَالشّمْسُ قَدْ حَارَتْ بِيَوْمِ رَحِيلِهِ
وَلِذَا تَوَارَتْ خَلْفَ نَعْشِ أَمِينِ
كُلُّ السُّجُونِ بُعَيْدَ قَتْلِكَ هُدِّمَتْ
خَوْفًا مِنَ الْأَرْوَاحِ فِي التَّأْبِينِ
عَرَفُوا بِأَنَّ النُّورَ لَمْ يُطْفَأْ بِقَتْلِ-
إِمَامِهِمْ بَلْ زَادَ فِي التَّبْيِينِ
رُوحُ الْإِمَامِ وَنُورُهُ تُضْفِي عَلَى
دُورِ الْعِبَادَةِ بِالرِّضَا وَمَعِينِ
وَالْيَوْمَ أَمْسَى قَبْرُهُ فِي جَنَّةٍ
تَهْفُو إِلَيْهِ مَوَاكِبٌ بِحَنِينِ
وَالْحُزْنُ مَمْزُوجٌ بِدَمْعٍ هَادِرٍ
وَالْقَلْبُ مُنْجَمِرٌ بِنَوْحِ رَصِينِ
وَكَأَنَّنِي بِالْحَضْرَةِ الْغَرَّاءِ-
أَرْجُو رَحْمَةَ الْبَارِي بِمَنْ يُحْيِينِي
أَسْتَأْذِنُ الْهَادِي فَأَدْخُلُ صَحْنَهُ
وَالْعِشْقُ قَدْ أَحْيَا الْفُؤَادَ بِلِينِ
أُلْقِي السَّلَامَ عَلَى الْإِمَامِ بِلَوْعَةٍ
وَالْأُذْنُ تَسْمَعُ رَدَّهُ بِيَقِينِ
وَدَخَلْتُ عِنْدَ ضَرِيحِهِ مُتَأَجِّجًا
مِنْ ذِكْرَيَاتٍ لَمْ تَزَلْ تُؤْذِينِي
خُطُوَاتُ زُوَّارِ الْإِمَامِ بِهَا مَآسٍ-
جَمَّةٌ لَكِنَّهَا تُغْرِينِي
إِنَّ التَّقِيَّ يُسَجِّلُ الزُّوَّارَ فِي
أَعْلَى الْمَرَاتِبِ فِي سَمَا التَّكْوِينِ
فَازَ الَّذِي رَكِبَ السَّفِينَةَ مُؤْمِنًا
فَالذَّنْبُ يُمْسَحُ بَيْنَ كَافِ وَنُونِ