الشيخ السمين يصدر (الأحاديث المعتبرة في أصول الكافي) في 716 صفحة
مالك هادي: الدمام
صدر لـ الشيخ أحمد بن عبد الجبار السميّن كتاب بعنوان: (الأحاديث المعتبرة من أصول الكافي بمحورية الآراء الرجالية للسيد أبي القاسم الخوئي).
طبق فيه السمين، نظريات المرجع السيد أبي القاسم الخوئي الرجالية على كتاب (أصول الكافي) لاستخراج ما يكون معتبرًا منها؛ فكان نتيجة هذا الجهد أن ثبت (1474) حديثًا من أصل (3801) حديًا.
وقوّم الشيخ السمين في مقدّمته دفعًا لبعض الهواجس من أمثال هذه المشاريع الثقافية: (…ربما يكون هناك شيء من الخوف والرهبة من تطبيق هذه النظريات التي بناها وتبنّاها الخوئي على أحاديث العقيدة، فإنَّ ما تبناه يعطي للوهلة الأولى انطباعًا أنَّها ستزيح العديد من الأحاديث المرتبطة بما هو سائد من العقائد، ولكن سيتّضح من ثنايا الكلام أنْ لا مبرّر لهذه الرّهبة في هذه الدائرة.).
وإمّا عن الدافع لعمله هذا كَتَبَ: (لقد حفّزني على تحمّل مشقة مثل هذا المشروع والسَّعي فيه هو قلّة أمثاله خصوصًا في القرن الأخير كما سيأتي فيما يأتي قريبًا، على أمل أن يكون الكتاب معينًا لمن أراد الاطلاع على الآراء الإسلامية في غير الأحكام الشرعية، وأن يكون مصدرًا للمبلّغين، كما أتطلَّع إلى أن يبدي العلماء والباحثون آراءهم في أحاديث هذا الكتاب قبولًا ورفضًا).
وقد صُدّر الكتاب بمقدّمة عنونها (جهود علماء الإمامية في خدمة مصادر الحديث الشريف خلال مئة عام تقريبًا، نماذج مختارة) تناول فيها تاريخ واستعراض أهم المصادر في الحديث الشريف عند الشيعة الإمامية بدءًا من الشيخ حسين النوري (1320هـ) إلى أستاذه الشيخ حيدر حب الله.
كما تناول الآراء الحديثية للسيد الخوئي والتي تشكّل القواعد الأساسية التي سار عليها في تأليفه لهذا الكتاب.
يُذكر في هذا السياق أنَّ الكتاب بُدأ بتقديم كتبه الدكتور الشيخ حب الله تحت عنوان (النقد الحديثي وعلم الرجال النقدي)، ومما جاء فيها في تقييمه للكتاب: (… في هذا السياق، جاءت هذه المحاولة الرائعة في هذا الكتاب لدراسة تأثيرات منهج السيد الخوئي على مرجعٍ حديثيّ كلاميّ من الطراز الأوّل عند الشيعة الإماميّة، عنيتُ أصولَ الكافي لمؤلّفه الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني (328 أو 329هـ)، لقد حاول هذا الكتاب أن يطبّق مناهج البحث الحديثي التي اعتمدها الخوئي، على أصول الكافي، ليمارس مراقبةً عن كَثَب في نتائج عمليّةِ التطبيق هذه، هل ستكون إطاحةً بالمرويّات الكلاميّة، كما يقول بعضٌ، فلن تبقى روايةٌ صحيحة، أو أنّ الصورة لن تكون على هذا الشكل؟…).
أخيرًا، يصرّح الشيخ السمين بأنَّ كتابه الذي جاء في (716) صفحة كان نتيجة جهد استمرّ لأكثر من 3 سنوات عكف فيها على العديد من المؤلَّفات المرتبطة بموضوع الكتاب.