بشائر المجتمع

سماحة العلامة صانع مجتمع

جابر عيسى بوصالح

عند الحديث عن شخصية كشخصية سماحة العم العلامة السيد علي السلمان حفظه الله وبما يمتلكه من صفات وسمات فالحديث ذو شجون، وذلك أنك عندما تقف أمامه لتصفه او تقلب في ذهنك جانب من حياته فلا بد أن تستحضر نصف قرن مضت من حياة هذا المجتمع بكل تفاصيلها، فأنت تقف أمام جبل شامخ وبحر من العلوم وثقافة متشعبة وخلق رفيع واستاذ بارع وتاريخ خالد بمواقف مشرفة وقرارات حاسمة وخطاب رصين ومجلس نافع وأنيس وقلب كبير ورأي سديد و راجح ومشاعر جياشة بالعواطف وتحسس للمحتاج ومبادرات قيمة وإرشاد ووعي ونقد بناء.
يغلف ذلك كله شخصية ورعة لبست لباس التقوى ملئت ارواحنا التواقاة واشبعت رغباتنا المشتاقة للقدوة، وسوف أشير فقط إلى صفة واحدة فقط وهي من سمات الشخصيات الكبيرة العظيمة وهي صناعة المجتمع، مجتمعنا ونسيجنا الاجتماعي كان ينشد التوفيق والنجاح في ظل انشغال المؤمنين بطلب الرزق و لملاقاة شظف العيش وهو قلق للحفاظ على اسرته و قيمه ومعتقداته الإسلامية وعاداته وتقاليده.
وكان لوجود سماحة السيد وسط هذا المجتمع وما يمتلكه من سمات وقدرات كارزمية وصفات قيادية في الأخذ بهذا النسيج الاجتماعي كجزء من هذا الوطن الكبير قد بعثت الاطمئنان في قلوب المحبين الذي زرع فيهم الارتباط العقائدي والأخلاق الفاضلة مع عدم إغفاله عن التركيز على المواطنة الصالحة وهذا ما تميز به سماحته في إحداث التوازن بين مصلحة الفرد و المصلحة العامة وجلب المنافع في سبيل درء المفاسد مع الحفاظ على الهوية الوطنية وهوية المعتقد.
وقد كان قارئا مبدعا لسيرة الرسول الأعظم والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم ونهل من هذه السيرة ما أعانه على النجاح الباهر في فهم فلسفة المرحلة ومواجهة المواقف وكان صاحب النظرة الثاقبة والابعاد الاستراتيجية وقد كان ولازال أيقونة ورمزا يفخر به الجميع ويطمئن لتشخيصه.
وهو ما أدى إلى وصول المجتمع لوضعه الحالي كنموذج للمجتمع المتعايش الذي تكيف مع الواقع في ظل التشكيل الاجتماعي المتنوع بعاداته وتقاليده، ولكن يبقى هو سماحة العلامة السيد علي القائد الفذ والرمز الفريد الذي نجح في ذلك وشخصه الذي قل نظيره بصدق حدسه واتساع فكره وعلمه وسمو خلقه، وقد تمثلت ارشادته التربوية وعطائه العلمي و أثاره الاجتماعية ومشاريعه النافعة لوطنه ومجتمعه وعطائه الجزيل وصناعته للانسان الخلوق الموالي والمواطن الصالح المحصن عقائديا وتربويا وعلميا واقتصاديا.
وكان سماحته ولازال يتمسك بمبادىء ورؤى تجاوز من خلالها العديد من الصعاب و اثبت الزمن نجاعتها وأثمرت هذا المجتمع الفاضل الذي لايزال يتغنى بها والأمثلة عديدة لايسع المقام لذكرها، رسالتي لسماحته أننا مهما قدمنا لك من إظهار لشكر وتكريم وتقدير وتبجيل لن نوفيك حقك فأنت قد فقت من قبلك وحيرت من بعدك، وشكري للقائمين على هذا التكريم وهذه اللفتة الكريمة فما قدمه سماحته لابناء هذه المنطقة ولهذا الوطن قل نظيره.
ادام الله بقائك سيدي الفاضل وحفظك ذخرا لنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى