شكرًا للقطيف
كمال الدوخي
القطيف هذه المحافظة الزاخرة بالعلم والأدب والفكر والثقافة، وهي واحدة من أهم المحافظات التي تنافس مدن وعواصم عربية في الإنتاج المعرفي والأدبي، وفي العمل الاجتماعي والوطني.
هذه المحافظة التي لا تهدأ طوال العام عن تقديم هويتها الثقافية، الدينية منها والتاريخية والعلمية والمعرفية، لتصبح حسينيات القطيف ومساجدها منطلقًا لكل عمل ومعرفة إنسانية. والمتابع لهذا الحراك الثقافي في القطيف، الذي لا يتوقف مهما تغيرت الظروف، يدرك الجذور العميقة لهذا الوعي لدى الإنسان القطيفي.
هم يعرفون قيمة العلم والمعرفة، وقيمة العطاء والعمل الاجتماعي. لذا، عندما يكرمون أهل العلم والفكر والبذل والعطاء فهم يعرفون جيداً قيمة التكريم، وما دعوة الشيخ حسن الصفار الأخيرة خلال خطبة الجمعة الماضية إلى استمرار ظاهرة التكريم، واستثمارها اجتماعيًا، وأن تتحول إلى حالة مؤسسية، وترصد لها أوقاف خاصة بها، إلا لمعرفة الانسان القطيفي بقيمة التكريم وأهميته.
يوم الثلاثاء الماضي وفي منتدى الثلاثاء الثقافي، هذا المنتدى الذي يُعد أهم واجهة ثقافية على مستوى القطيف، وواحد من أهم المنتديات الثقافية على مستوى المملكة، كان موعد تكريم سماحة العلامة السيد علي الناصر السلمان، والذي كان احتفالًا بهيجًا لشخصية تاريخية على مستوى العالم الشيعي وليس على مستوى المنطقة فحسب.
وكان تعاطي المنتدى مع التكريم بأنه تكريم من القطيف وليس للمنتدى فقط، وهذا يحسب للمنتدى بأنه لم يحتكر التكريم لذاته، وشاركه في الحضور مختلف الأطياف من القطيف وخارجها، ويأتي هذا للوعي الذي تحمله الشخصيات القائمة على هذا المنتدى، ولا سيما الأستاذ جعفر الشايب وجميع أعضاء المنتدى.
وقد سبق الإعلان عن التكريم، دعوات للتكريم من عدد من الأهالي لسماحة السيد علي الناصر، ولعل أبرزهم دعوة الدكتور توفيق السيف. كل هذا يشعرك بأهمية التكريم في وعي الإنسان القطيفي. كما أكد الأستاذ جعفر الشايب على أن هناك تحرك لأجل تكريم سماحته منذ أكثر من عامين.
حسابات مواقع التواصل لأهل القطيف والصحف الإلكترونية بالقطيف، تتظافر جهودها لتقديم الوجه المشرق للقطيف وشخصيات القطيف، وتبرزها بالثناء والشكر على جهودها وتسلط على عملها الضوء؛ لتؤكد أن التكريم هو جزء من الوعي القطيفي.
شكرًا للقطيف لتكريمها أهل العلم والعمل، الذي يحفز الجميع بأن يبذل قصارى جهده للسعي الجاد للعلم والمعرفة والعمل الاجتماعي، فالتكريم في القطيف لا يتوقف، ففي الأسابيع الأخيرة فقط رصدنا أكثر من حفل للتكريم فكل هذا وذاك يؤكد على ثقافة التكريم في القطيف بكل أشكالها .. فشكرًا للقطيف.