أي الصنفين أنت ؟
آمال علي
هناك صنفان من البشر يودهما الناس كثيراً
الصنف الأول كماقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها ، وأحبها بقلبه ، وباشرها بجسده ، وتفرغ لها ، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر.
فهو من يتقرب من الله كثيراً يحب الصلاة بأول وقتها، ملازم للقرآن كل يوم بترتيله وتجويده والسير على أحكام الدين وذكر الله لاينقطع من لسانه تراه كثير الصمت مع الناس كثير الذكر لله كثيرالتفكر والتأمل، صوام قائم ليله بخلوه مع معشوقه تاركاً اللهاث على الدنيا، يحب الناس دعواته.
أما الصنف الآخر فعباداته خفيه يدعو لله بأعماله فتراه دائم البشاشه وكأنه يريد مسح الهموم من تلك الوجوه المُتعبه كما قال الإمام علي ( عليه السلام ) : (إن من العبادة لين الكلام وإفشاء السلام).، وتراه شديد الاخلاص لعمله، ولسانه حلواً طيباً للناس لاتسمع منه زجراً ولاترى منه تقطيباً أو تعبيساً ميسراً للعملاء أمورهم قاضياً حاجة من يركن إليه بضائقة، سمحاً ودوداً مع أهله، متسامحاً مع من يخطأ بحقه، لايجرح أحداً يخاف على مشاعر الناس أكثر من خوفه على مشاعره، متواضعاً وإن فارق الناس آشتاقوا إليه وإن حضر فرحوا به؛ هذان الصنفان يسعد بهما الناس كثيراً فالأول يذكر الناس بخالقهم والعودة إليه ويسعدهم بدعواته إليهم، والثاني معاشرته سلسة بسيطه مفرحه ومريحه يزيح همومهم ويُيّسر أمورهم المتعسرة مطابقاً للحديث النبوي الشريف (حسن الخُلق نصف الدِّين) فآختر لنفسك أن تكون في أحد هذين السعيدين لتنل رضا المعبود وسعادة الدارين.