أقلام

الكنترول والفاصلة الرقمية

طالب المطاوعة

مابين سنوات خلت من المشاركة في تصحيح الثانوية العامة بتعليم الشرقية والعمل في الكنترول بالمدرسة من جهة والعودة للكنترول مجدداً في المدرسة الحالية تدور مابين الخمسة عشر والخمسة وعشرين سنة.

كانت جديرة من أن تجعلك تحن لتلك الأيام الخوالي، وتستذكر بعض الأحداث والمعلومات الضرورية لسير الأختبارات في مسارها الصحيح.
ماهو مفهوم التصحيح؟ المراجعة؟ الرصد؟ التدقيق والمطابقة؟
الكشوف؟ النماذج؟

ومن تلك الذكريات: الحرص الشديد على الحضور والإنصراف في الوقت المحدد.

كذلك أستذكر ذلك الموظف الذي يحمل على رأسه كراتيناً معبأةً بمظاريف الأسئلة وينزلها بلجنة التصحيح.

ومنها كذلك سرعة تصحيح الأخوان وكأنهم في سباق مع الزمن.
وكأني بهم يحلمون بالتصحيح، حتى يدهم اعتادت على حركة التصحيح وهم نائمون.

وإن نسيت فلا أنسى كيف كنّا نخرج من لجان التصحيح ولا نعرف (الشرق من الغرب) طريق العودة إلى مساكننا من شدة التعب وتفريغ كل طاقتنا وجهدنا بالتصحيح، ويتكرر ذلك الضياع منّا كل يوم.

أما من تلك الذكريات الجميلة ما تكتسبه من إحكام وإتقان لطريقة التصحيح والمراجعة والتدقيق والرصد لكشوف الدرجات بما يمس حق الطالب ومصلحته بكل مساواة وعدالة.

ومنها إجابة الطالب باللون الأزرق والتصحيح باللون الأحمر والمراجعة بالأخضر والتدقيق بالأسود.

وكم هي لحظة جميلة عندما تكتب عبارة روجعت وزيدت… درجة.

ولحظة كئيبة عندما تكتب
رُجعت ونقصت…درجة
أو روجعت ولم تقبل التعديل.

أما اليوم فقد تغيرت واستحدثت بعض النقاط، فيما يتعلق بالتصحيح الفردي لمعلم المادة والتصحيح الجماعي لها، وإضافة تدقيق ثانٍ، وكذا التبديل بين الألوان الأخضر والأسود في التصحيح والمراجعة. وإن كنت لا أعرف ماهو مسوغ التغيير والتبديل.

لكن ما استوقفني بين الأمس واليوم أن طريقة سير إدارة الاختبارات في الكنترول مازالت بالطريقة القديمة.

وكأنه لا توجد فاصلة رقمية (إلكترونية) بينهما!؟

فأين هي التقنيات لتستبدل خارطة التدفق من الطريقة اليدوية إلى الطريقة الرقمية!؟
بداية من استلام مظاريف الأسئلة من الخزنة، مروراً بمحضر فتح المظاريف، وتوزيع اللجان، واستلامها، وتجميعها، وتسليمها للتصحيح.

وأين هي المرايا التي كانت ترسم على السبورة بالطباشير الملونة والاقلام المائية لتستبدل إلى الشاشة الإلكترونية.
التي تكشف بدقة عالية ماتم تصحيحه ومراجعته ورصده ومطابقته.

أما كان من المفترض أن تقوم وزارة التعليم مشكورة أو كل إدارة تعليم بعمل خارطة تدفق رقمية لسير الاختبارات، بدل الاجتهادات من هنا وهناك، مستفيدة من التجربة في التدريس على المنصة أيام جائحة كورونا، خصوصا مع الدروس المعيارية كواجهة سهلة وجذّابة؟
وذلك اختصاراً للوقت وتوفيراً للجهد وإحكاماً للعمل وجودته، لتكون محوكمة.

أما تستحق لجان الكنترول هذا العمل البسيط، الذي يسهل على كل العاملين والفاعلين فيه من اختصار المشوار بكل يسر وسهولة؟

ألا تستحق العملية التعليمية برمتها والكنترول على وجه الخصوص أن نقدم مضافاً للورشة التي يحضرها أحد العاملين فيه أن نقدم لهم برنامجاً يسهل عليهم العمل به ويحكمه؟

هذا ولن أتكلم عن الاختبارات الإلكترونية، وكيف يمكن تطبيقها بداخل المدرسة بعيداً عن سلبياتها بالاختبار من داخل البيت، فتلك حكاية وقصيدة ثانية.

أظن أنّ الوقت قد حان لأن ينظر للأمر بجدية ويؤخذ بعين الاعتبار، ويستفاد من تجربتنا الضخمة في المملكة من التدريس على المنصة، وما بذل عليها من كل شيء، كي لا نخسر ماحصلنا عليه والسلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى