ميلاده ميلادي
إبراهيم بوشفيع
في ذكرى ميلاد الإمام السجاد (عليه السلام)
جئنا نطرّز (مشلح) الميعادِ
ونذوّب الأوقات في الأبعادِ
جئنا نجدُّ السير في غسق الدجى
كي نستضيء بمشعل السجّادِ
يحدو بنا شوق إلى أطنابه
حيث الملائكُ حليةُ الأوتادِ
جئنا بلا زادٍ سوى بولائنا
هذا الكريمُ فما لنا بالزادِ
عشق توارثناه من أجدادنا
صرفًا وسوف يسير للأحفادِ
هذا الذي قد ذابَ في صلواته
فغدا لذلك زينةَ العُبّاد
وسرتْ مُناجاةُ الخلودِ بصوته
في العالمين طريّة الإنشادِ
يبكي فيسقي الروح ماءَ طهارةٍ
يبكي فيُحيي الأرض بالأورادِ
يا ناسكًا ما حاد عن محرابهِ
وأنيسه القرآن خيرُ مرادِ
ويجوب في الطرقات يرسلُ جوده
للناس للفقراء للوفّادِ
سلْ كتفه المسودّ عن أحماله
للبائسين ينوءُ بالإمدادِ
ويمينه خطت سطور رسالةٍ
لذوي الحقوق تضوعُ بالإرشادِ
هذا الذي ورث المكارم كلها
عن خير مرسولٍ وخير عبادِ
حطّتْ رحال المجد في أعتابه
لتذوق منه حلاوة الأمجادِ
***
يا سيدي جئنا نمد أكفنا
لعلاك نستعطي هبات وداد
مستشفعين بطهر جدتك التي
ما خيبتْنا عن بلوغ مرادِ
بك قد تعلقنا فأنت نجاتنا
في يوم مُعضلةٍ ويوم معاد
يا من رأينا فيه كل مروءةٍ
وبه ارتقينا قمة الإسعادِ
جئناك والأمل القديم يقودنا
لسناك فارسم دربنا يا حادي
جئناك نستهدي الطريق لجنة
الفردوس.. فاكتبنا من الورّادِ
هذي أمانيّ الصغار كتبتُها
بدموع عيني لا دماء مدادي
***
يا ليلةً حسدَ النهارُ جمالها
وسمتْ على الأفراح والأعيادِ
فيك استعادَ السعدُ لمعةَ نجمه
لمّا تجلّى سيدُ الزهّادِ
قلبي أفاق من الغياب فلم يزل
يشدو بنبض الحبِ في تردادِ
ميلادُ زين العابدين ولادةٌ
للحبِ بل ميلادُه ميلادي