قَصِيدُ المِسك
فاطمة المسكين
الشِّــعْرُ مِـرآةٌ تَجَلَّـــتْ صُـــورَةً
فَي وَسْـطِهــا نَهْرٌ بِدَيــعٌ يَنْهَمِــرْ
وَالنَّثْــرُ كَالرَّيْحَانِ يَنْثُــرُ عِطْــرَهُ
بَيْـنَ الأمَاسِــي زَهْــرَةً لا تَنْدَثِــرْ
هُوَ شَـاعِرٌ سَكَنَ الــبَيَانَ بِـحَرفِهِ
حَتَّـى بَـدَا فِي كُلِّ حَفلٍ يَـشْتهِرْ
قَــالَ اللَّيَالِي أَوْدَعَــتْ لِـيَ غَــادَةً
وَبِدَوْحَــةِ الأوْزَانِ بَاتَــتْ تَنْتَظِـرْ
أَسْـمَيْتُهَـا ذَاتَ القُصِـيدِ لِحُسْنِهَــا
كُــلُّ القَوَافِـي فِـي فِنَاهَــا تَزْدَهِرْ
فَكَأنَّمَــا سَــكَنَتْ خَيَــالَ قَصِــيدَةٍ
أَوْحَــتْ بِهَـا حُلْمًـا وقَلبًـا يَنْجَبِــرْ
***
كَـمْ شَـاعِرٍ أَحْيَـاهُ نَبْـضُ قَصَـيدَةٍ
بِالشِّـعْرِ تَحْيَـا كُلُّ رُوحٍ تَحْتَضِـرْ
لَوْلـا قَصِـيدُ المِسْـكِ يُنْشَدُ غَادِقًـا
يَفْنَى جَمَالُ الكَـوْنِ رُوحًا تَنْفَطِـرْ
كَــمْ شَـاعِرٍ يَرْوِي حَدَائِقَ نظْمِـهِ
فالنُّظْـمُ مِـنْ نَبْعِ القَوَافِـي منهمـرْ
هَطَلَتْ مُزُونُ الشِّعرِ غَيْثَ جَمَالِهِ
والغَيْثُ مِنْ عِلْمِ البَلاغَةِ يَسْـتَمِرْ
لِلشِّــــعرِ دُرٌّ كَامِـنٌ فِــــي ذَاتِـــهِ
وَنَدَاهُ في تِلْـكَ السَّــحَابَةِ يَنْغَمِــرْ
هُـوَ لَوحَةٌ نُقِشَ المَجَـازُ بِحُسنِهَـا
فَاسْـتَرسَـلَ المَعنَـى بِلَــونٍ يَنْتَثِـرْ