أقلام

وهل هناك حقٌ على الله سبحانه؟

زاهر العبدالله

حوارية (٨٣)

السائل: هل هناك حقٌ على الله؟ وإن كان، فمن أوجبه عليه سبحانه؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز
الجواب:
إن الله سبحانه وتعالى أوجب على نفسه أمورا من باب لطفه وكرمه وجوده على عباده وليس من باب أنه محتاج لهم ووضعها على نفسه وحده لاشريك له،
فقد أوجب على نفسه أن ينصر عباده المؤمنين كما في قوله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)} الروم
وأوجب على نفسه سبحانه من خلال مفهوم الآية المباركة أنه يرزق عباده جميعاً لطفًا منه وكرما
كما في قوله تعالى:
{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى الله رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)} هود
وأوجب على نفسه سبحانه من خلال مفهوم الآية المباركة أنه لا يظلم أحدا فقال سبحانه:
{مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46)} فصلت.
وقال تعالى:
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)} الكهف.

وأوجب على نفسه سبحانه من خلال مفهوم الآية المباركة أنه يجازي الصابرين:
كما في قوله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ الله وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)} الزمر.
ولقد ورد في الروايات أيضا ما يؤكد ذلك، وقد أوجب الله على نفسه ما أوجب لطفا منه وكرما لعباده وليست من باب الإجبار. فقد ورد في ثواب من أراد الذهاب للعمرة والحج أن يكرمه ويجازيه.
فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: الحاج والمعتمر وفد الله وحق على الله تعالى أن يكرم وفده ويحبوه بالمغفرة.(١)
وروي عن الصادق عليه السلام أيضا في فضل المنتظر للصلاة:
(… ورجل دخل المسجد فصلى وعقب انتظارا للصلاة الأخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه، والحاج والمعتمر فهما وفد الله وحق على الله أن يكرم وفده.(٢)

فسبحان الله من مقتدر لا يغلب وذي أناة لا يعجل.

السائل:
أحسنتم جزاكم الله خيراً.

المصادر :
(١) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج ٩٦ ص؟
(٢) وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي ج ٤ ص ١١٦.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى