طقوس رمضان.. (الكنافة) ابتدعها الفاطميين فى موائد الفقراء
بشائر: الدمام
يرتبط شهر رمضان المبارك، في أذهان المصريين بالعديد من الطقوس الاجتماعية والدينية، حيث تتميز أيام “شهر الصيام” فى مصر بالكثير من الطقوس المميزة، التى دائماً تعطى للمحروسة طابعًا خاصًا بها خلال الشهر الكريم، ومنها “الكنافة” التى تنتشر أماكن صنعها فى الشهر الكريم فى كافة أنحاء المحروسة.
ويعود معرفة المصريين للكنافة إلى العصر الفاطمي وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام، وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة.
ثم تبوأت الكنافة مكانة مرموقة ضمن الحلويات التي ابتدعها الفاطميون والتي أصبحت من العادات الغذائية التي ارتبطت بشهر رمضان، ثم انتقلت الكنافة بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار، وهناك ابتدع صانعو الحلويات طرقاً أخرى لصنع الكنافة غير التي تفنن بها المصريون، فأضافوا لها الجبن، خاصة النابلسية التي تشتهر بها مدينة نابلس، كذلك إضافة الفستق وصنعها بطرق متعددة، فلم تعد تُقدم فقط بشكل دائري، بل تم تعديل ذلك من خلال لفها بأشكال أسطوانية.
وانطلقت الكنافة من موائد الملوك والأغنياء لتصل إلى موائد الفقراء رغم تعاقب العصور والأزمنة لم تهتز أو تتراجع مكانة الكنافة على موائد الأغنياء رغم وجودها بشغف على موائد الفقراء حتى أنها ساوت بينهما في طعام واحد يلتهمونه بنهم، وكما ذاع صيت الكنافة فى البداية على الموائد، كذلك ظهرت القطايف إلى جانبها، حتى صار بينهما تنافساً لا مثيل له.
وتروى الحكايات أن المصريين يلتهمون كميات كبيرة من الكنافة فى شهر رمضان، حتى أنهم فى عام 917هــ ارتفع ثمنها مع القطايف بشكل جنونى، فتقدم أهل مصر إلى الوالى بشكوى على شكل قصيدة يقولون فيها: لقد جاء بالبركات فضل زمانن بأنواع الحلوى شذاها يتضرع فيا قاضياً رخص لنا الكنافة نطيب ونرتع.
والكنافة اسم عربي أصيل يعنى الظل والصون، والحفظ والستر والحضن والحرز والجانب والرحمة، فكنف الله تعنى حرزه ورحمته والكنافة من نعم الله والنعمة رحمة وحرز، ومن أكل الكنافة خف ظله وعذب منطقه وكثر بهاؤه، وربا لحمه وصفا شحمه وزال سقمه.