الشيخ الصفار: المعرفة هي الرّهان الصحيح لتقدّم المجتمع
بشائر: القطيف
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الرّهان الصحيح الذي يجب أن يهتم به المجتمع هو رهان المعرفة.
وأبان أن الدول والمجتمعات تتنافس على تحقيق الإنجازات العلمية.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الإمام الصادق (ع) والرّهان على المعرفة.
وأوضح سماحته أن الرّهان على المعرفة يعني الاستثمار في الإنسان بتنمية مداركه العلمية، وتطوير مواهبه، وتحفيز طاقاته الفكرية.
وبمناسبة ذكرى وفاة الإمام جعفر الصادق (ع) قال سماحته: لقد اهتم الإمام الصادق بِحثّ من حوله على طلب العلم وتحصيل المعرفة، لأن المجتمع في حاجة لوجود الكفاءات العلمية.
وأشار إلى أن الحديث عن المسيرة العلمية الرائدة التي قادها الإمام الصادق (ع)، لا يستهدف مجرد الإشادة بالإمام وتبيين فضله، وإنما للتأكيد على هذا الرّهان، رهان المعرفة وأنه الرّهان الصحيح لتقدّم أي مجتمع في أي عصر.
وقال: إن علينا حين نقرأ عن اهتمام الإمام جعفر الصادق بالمعرفة في العلوم الدينية والإنسانية والطبيعية، أن يبدي كل واحد منها اهتمامه بهذا الرّهان.
وتابع: وأن تهتم كل أسرة بتعليم أبنائها وبناتها، وتحفيزهم للإبداع، وتنمية مواهبهم.
وأضاف: وأن تتضافر الجهود في المجتمع والوطن لدفع أبنائنا لميدان المعرفة والعلم.
معرض آيسف 2022
وأبدى الشيخ الصفار سروره وفخره واعتزازه بما حققته كوكبة من أبناء وبنات الوطن من إنجازات علمية رائدة، من خلال المشاركة في معرض آيسف 2022م، فقد بلغ عدد جوائز المملكة 16 جائزةً كبرى، و6 جوائز خاصة.
وهنأ الوطن وقيادة الوطن والشعب وخاصة عوائل هؤلاء الفائزين، آملًا أن يكون ذلك حافزًا للمزيد من الابداع والانجاز في أوساط أبنائنا وبناتنا.
جهود الإمام الصادق
ونقل سماحته عن المؤرخين والباحثين أن مدرسة الإمام شملت علوم الطبيعة والحياة كالكيمياء والطب والفلك، وكان من تلامذته ملهم الكيمياء جابر بن حيان.
وفي موضوع متصل أشار سماحته إلى أن جهود الإمام الصادق (ع) لنشر المعرفة والعلم، لم تقتصر على دائرة اتباعه وشيعته، بل كان رهانه على المعرفة يتسع لكل أبناء الأمة وجمهورها.
وتابع: وممن استفاد من علومه كبار أئمة المذاهب كالإمام مالك والإمام أبي حنيفة.
ومؤكدًا أن الإمام (ع) لا يفكر كإمام لطائفة أو مذهب، بل كإمام للأمة يحمل همومها، ويعمل لمصلحتها، بل لمصلحة البشرية جمعاء.
وتابع: لذلك كان يربي أصحابه على حمل مشروع النهوض بالأمة، ونشر الوعي والمعرفة في أوساط أبنائها بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم، وأن يجيبوا السائلين بآراء مذاهبهم كما كان يفعل ذلك بنفسه.
ومضى يقول: هذا النهج يؤكد على أهمية سعة الأفق المعرفي، بالاطلاع على آراء مختلف المدارس والمذاهب والتيارات، فذلك هو ما ينضّج عقل الإنسان، ويؤكد ثقته بعلمه، ويمنحه الاكبار والاحترام من الآخرين.
وأضاف: كما أنه يؤكد على أهمية تعزيز الانفتاح بين أبناء الأمة على اختلاف مذاهبهم، فحين يرون أن علماءهم منفتحون على بعضهم بعضًا، وينقل الواحد منهم آراء المذهب الآخر بأمانة لاتباع ذلك المذهب، يتأكد الانسجام والتقارب فيما بينهم.
نماذج مشرقة
وأشاد سماحته بالنماذج المشرقة المعاصرة كالسيد محمد باقر الصدر الذي أصبحت كتبه كفلسفتنا واقتصادنا والأسس المنطقية للاستقراء مصدرًا ومرجعًا للباحثين من مختلف المذاهب والتوجهات.
وكالدكتور الشيخ أحمد الوائلي الذي يستمع إليه بإعجاب كثير من أبناء المذاهب المختلفة، ولا يزال بعضهم يتابع محاضراته إلى الآن بعد سنوات من وفاته.