تختلف عن الكوابيس.. ماذا تعرف عن (الذعر الليلي) والصراخ وقت النوم؟
بشائر: الدمام
قد تكون اختبرت تجربة الاستيقاظ من النوم وأنت تصرخ، أو شاهدت أطفالك أو أحد أفراد أسرتك يستيقظ فجأة وهو يصرخ، ولم تعلم تفسير ما حدث لهم، أو اعتقدت بأنه كابوس شاهدوه، ولكن هذه الحالة تختلف عن الأحلام المزعجة، وتسمى “نوبات الذعر الليلي”.
يعتبر “الذعر الليلي” نوعا من اضطرابات النوم الشائعة عند الأطفال، والتي قد تحدث للبالغين أيضا بنسب أقل، فما هذه النوبات، وما أسبابها، ثم ماذا تفعل إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك يعاني منها؟
أرق واضطراب
الذعر الليلي أو كما يشار إليه أحيانا بـ”الهلع أثناء النوم”، هو نوع من الأرق أو اضطراب النوم، عادة يحدث خلال فترات “نوم حركة العين غير السريعة” (NREM)، وهو عندما تكون في حالة ما بين الحلم والاستيقاظ.
ويتفاعل الشخص المصاب بالنوبة مع إحساس بالخوف أو الرعب، ويبدأ في الصراخ أو الضرب أو البكاء أثناء نومه، وقد ينهض ويمشي أو يجري، ويقع البالغون في خطر القيام بأعمال عنف خلال هذا الوقت، وكل هذا ولا يزال المصاب في حالة شبيهة بالنوم، ولا يمكن إيقاظه بسهولة.
ليست كوابيس
يخلط البعض بين الذعر الليلي والكوابيس ويعتقدون أنهما نفس الشيء، ولكن هناك اختلافات واضحة بينهما، من بينها:
• لا يدرك من يعانون من الذعر الليلي ما يمرون به أثناء حدوثه، ولا يتذكرونه عادة، بعكس الكوابيس التي عادة ما يمكن تذكرها.
• تتضمن الكوابيس أحلاما مخيفة ومقلقة، لكن الذعر الليلي لا يحدث أثناء الحلم.
• الكوابيس عادة ما تحدث بسبب تجربة مزعجة أو فيلم مخيف، لكن في المقابل يصعب تتبع مسببات الذعر الليلي.
الأعراض والأسباب
تحدث نوبات الذعر الليلي عادة خلال أول 3 إلى 4 ساعات من الليل، ويمكن أن تظهر الأعراض فجأة، ومنها:
• الاستيقاظ المفاجئ والصراخ، والشعور بالخوف الشديد.
ركل وضرب الأطراف.
• إظهار سلوك عنيف وحركات مفاجئة، وغالبا لا يكونون على دراية بمحيطهم.
• قد لا يستجيبون لمحاولات التحدث معهم أو تهدئتهم أو إيقاظهم.
• زيادة معدل ضربات القلب، والتعرق والتنفس بسرعة كبيرة.
• اتساع حدقة العين، وقد تبدو على وجههم نظرة خوف أو إنذار.
السير أثناء النوم.
وبحسب موقع “فيري ويل مايند” (Very Well Mind) للصحة النفسية، قد تستمر نوبات الذعر الليلي مدة 20 دقيقة، ويمكن أن تصل إلى 45 أو 90 دقيقة، ويصاب الأطفال بها أكثر من البالغين وتطال حتى 30% من الأطفال.
ويتخلص معظم الأطفال منها من تلقاء أنفسهم عندما يبلغون 10 سنوات، أو عندما يتجاوزون سن البلوغ، ويمكنك التحدث مع طبيب الأطفال للاطمئنان أكثر والتأكد أنه ليس هناك شيء أكثر خطورة.
وتتعدد الأسباب لنوبات الذعر الليلي، ومنها:
• أثناء فترات المرض، وعند الإصابة بالحمى.
• عدم انتظام النوم.
• النشاط البدني المرتفع.
• الضغوط النفسية والعاطفية، والصدمات.
• قد يكون وراثيا.
• تناول كميات كبيرة من الكافيين.
• بعض المشكلات الصحية؛ مثل إصابات الرأس ومشاكل الغدة الدرقية والتهاب الدماغ.
• الإصابة باضطراب نوم آخر، مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
• النوم في مكان مختلف أو بعيدا عن المنزل.
• الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
• الاحتياج الشديد للتبول.
• بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب أو القلق.
وفي عام 2014، أظهرت دراسة أجريت على ما يقرب من 7 آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 10 سنوات، أن من تعرضوا للتنمر كانوا عرضة أكثر مرتين من غيرهم للإصابة بالذعر الليلي.
الخروج من المأزق
رغم أن من يعانون من الذعر الليلي لا يتذكرون ما يحدث لهم، فإنها تجربة مؤلمة لهم، ولمن يشاهدونهم من أفراد الأسرة، وهناك عدة طرق للتعامل مع النوبات وتقليل حدوثها وتأثيرها.
بالنسبة للأطفال، في معظم الأوقات، كل ما عليك فعله هو:
• أن تظل هادئا بينما يمر طفلك بنوبة الذعر الليلي، وحاول مساعدته للعودة إلى النوم، مع إخباره ببعض الكلمات المهدئة، ولا تحاول إيقاظه، ويمكن حمله إذا كان يساعده ذلك.
• تجنب هزه أو الصراخ في وجهه لإيقافه عن الصراخ، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة النوبة.
• احرص على تقليل تعرض الطفل لأحداث يمكن أن تسبب له التوتر، سواء كانت مشاهدة أفلام ورسوما متحركة عنيفة، أو المشاجرات المنزلية، أو غير ذلك.
• تأكد من حصول طفلك على قسط كاف من النوم، واجعل غرفته آمنة حتى لا يتأذى أثناء النوبة.
• تخلص من أي شيء قد يزعج نوم الأطفال مثل الشاشات الإلكترونية أو الضوضاء.
• وقد يتطلب الأمر التحدث مع مختص نفسي لمعرفة إذا كانت هناك نفسية تؤثر على الطفل، ومحاولة علاجها.
وينصح موقع “جونز هوبكنز ميديسن” (Hopkins medicine)، بالرجوع إلى طبيب الأطفال في حالة كانت النوبات تأتي بشكل منتظم، وتزيد على 30 دقيقة، وكذلك إذا كانت هناك أعراض أخرى تأتي خلال النوبة، وإذا لاحظت أن الطفل لديه مخاوف أثناء النهار.
أما بالنسبة للبالغين، فيجب أن تؤخذ نوبات الذعر الليلي على محمل الجد، لأنها قليلة الحدوث وقد تكون مؤشرا إلى حالة طبية أو عقلية أكثر خطورة.
ويتضمن علاج الذعر الليلي لدى البالغين فهم الأسباب الجذرية، والتي قد تعني الخضوع لتقييم مع طبيب نفسي.
وفي حالة لم يكن هناك اضطراب في النوم، وتم استبعاد الأسباب النفسية، فقد تساعد التغييرات البسيطة في نمط الحياة في تقليل نوبات الذعر الليلي، ويشمل ذلك:
• الحصول على قسط كاف من النوم.
• الحد من الكافيين قبل النوم.
• تقليل التعرض لمسببات التوتر وخاصة قبل النوم.
• الحفاظ على جدول ثابت للنوم والاستيقاظ.