بشائر: القطيف
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الأثرياء لاستثمار ثرواتهم في الانفاق على خدمة المجتمع وتطويره ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
وقال: ينبغي للثري أن ينفق من ثروته لإصلاح آخرته ولخدمة القيم التي يؤمن بها.
جاء ذلك في كلمة سماحته ضمن حفل “نبع العطاء” الذي أقامه مجلس الرضا بسيهات لتكريم الوجيه والأديب السيد هاشم السيد عبدالرضا الشخص، مساء يوم الإثنين.
وعن المحتفى به قال سماحته: نحتفي هذه الليلة برجل تتجسد في شخصيته قيم كثيرة، من أبرزها قيمة السخاء بمفهومه العام ومظاهره المتعددة.
وتابع: عادة ما يتبادر الى الذهن عند الحديث عن السخاء، السخاء في المال، وهو أحد تجلياته، لكن هناك السخاء بالجاه والسخاء العاطفي.
وأضاف: من نحتفي به يجسّد قيمة السخاء في تجلياتها المختلفة.
وبيّن أن من يقرأ شعر السيد الشخص في مدح أهل البيت يجده ينطلق من موقف ولائي عقدي، لكنه لا يبخل بمشاعره وأحاسيسه وموهبته الأدبية في الافاضة على شخصيات ورجال مجتمعه بالمدح والثناء.
وأشاد سماحته بشخصية السيد هاشم الشخص ووصفه بأنه نموذج مشرق للمثقف الواعي والثري المنفق في خدمة مجتمعه وبناء آخرته.
وأشار إلى أن البعض لهم جاه ومكانة ونفوذ اجتماعي لكنهم يبخلون ببذله في خدمة ابناء مجتمعهم.
وحثّ أن يفيض الإنسان من مشاعره وأحاسيسه على من حوله.
وتابع: هناك من يكون بخيلًا في مشاعره الايجابية حتى داخل أسرته وعائلته وهناك مقتّرون لا تكاد تسمع من فمهم كلمة ايجابية في حق أحد من أبناء مجتمعهم.
وأضاف: وهناك من يشيدون برجالات مجتمعهم، ويمتدحون من يستحق المدح، ويبرزون إيجابياتهم.
وأوضح أن خلق السخاء ينبع من جذرين في شخصية الإنسان.
وأبان أن الجذر الأول نفسي بأن يتجاوز الإنسان حالة الأنانية في نفسه وينفتح على الغير.
ومضى يقول: إن تجاوز الإنسان لحالة الأنانية ليس بالأمر السهل، فقد ورد في القرآن الكريم وصف لهذه الحالة، يقول تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.
وتابع: إذا تركت حالة الأنانية من دون تهذيب فإنها تسيطر على الإنسان ولا تسمح له بالتفكير في غير ذاته، أو يعمل لمصلحة الغير، بل يعمل لمصلحته الذاتية.
وأضاف: من يتجاوز هذه الحالة {شُحَّ نَفْسِهِ} فهو الانسان الناجح {هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.
وقال إن الجذر الثاني لخلق السخاء يرتبط بوعي الانسان بقيمة وجوده في هذه الحياة، وبعلاقته بالوجود والمستقبل الذي سيرحل إليه.
وتابع: إن وعي الإنسان هو الذي يشكّل مستوى سخائه وعطائه في مجتمعه، فكلما كان الإنسان أكثر وعيًا وإدراكًا لغاية وجوده في هذه الحياة ولمستقبله لما بعد الموت يكون أكثر سخاءً وجودًا.
وأضاف: الإنسان البخيل ينقصه هذا الوعي لذلك تتمثل ثروته أمامه وكأنها شأن ذاتي، يستمتع بتكديس الثروة بين يديه، ويسعده زيادة الأصفار في حساباته البنكية.
وأبان سماحته إن جمع المال وتحصيل الثروة ينبغي أن يكون بهدف الصرف والانفاق لا بغرض التكديس والمراكمة فقط.
وأشار إلى أن بعض الناس تهيمن عليهم شهوة جمع المال وتكديسه والاستمتاع بتصاعد أرقام المدخرات البنكية وتراكم الثروة من شركات وعقارات وأسهم.
وأضاف الإنسان سوف يغادر هذه الدنيا لا محالة ويترك وراءه كل شيء الا كفنه وقطعة الأرض التي يدفن فيها، فعليه أن يهيئ دار الأخرة بالعمل الصالح.
وحذّر الشيخ الصفار الأثرياء والمقتدرين ماليا من ضياع ثرواتهم هباءً كما انتهت أموال أمثالهم فيما يعرف بـ”الودائع النائمة” و”الحسابات البنكية الخاملة” التي لا يسأل عنها أحد أبدا.
وتسائل سماحته أوليس من الأفضل أن يستثمر الإنسان أمواله في حياته عوضا عن ترك هذا الأمر لأوصيائه؟
هذا وقد شارك في الحفل الذي أداره الشاعر جاسم عساكر، عدد من الشعراء منهم: الشاعر شفيق العبادي، والشاعر جلال العلي، والشاعر السيد أحمد العلوي (البحرين)، والشاعر علي النمر.
كما ألقيت كلمة ترحيبية من أسرة آل الشخص، وكلمة للدكتور أحمد اللويم رئيس جميعة القارة الخيرية، وعرض فيلم وثائقي بعنوان: الصورة تتكلم، وختم الحفل بكلمة شكر من المحتفى به السيد هاشم الشخص.