منبر بشائر

الشيخ الأحمد يوصي الشباب باستثمار وقت الفراغ

بشائر: الدمام

تطرق الشيخ أمجد الأحمد، في حديث الجمعة، والذي كان بعنوان (وقت الفراغ وتلبية الاحتياجات)؛ بالحسينية الجعفرية في قرية أبوالحصى بمحافظة الأحساء إلى أهمية الوقت؛ مستعرضاُ نصوصاً دينية تشير إلى تنمية حس المسؤولية عند الإنسان.

وأبان سماحته، أن عمر الإنسان محدود في هذه الحياة؛ مؤكداً أن الله أودع في الانسان قدرات وطاقات هائلة والمطلوب منه أن يفعلها لإعمار الأرض وإغناء الحياة.

وذكر، أن عمل الانسان في هذه الحياة يؤثر في بناء حياته الأخروية بقدر ما يستثمر عمره وأيامه في العمل الصالح في الدنيا فإنه يؤمن حياته في الآخرة.

وقال: تنبيهاً للإنسان على أهمية الزمن يقسم الله تعالى في القرآن الكريم بالعديد من المحطات الزمنية (والفجر – والصبح – والضحى- والنهار – والعصر – والليل)، هذه النصوص تربي الانسان على احترام الوقت والاهتمام باستثماره وأن يتصرف فيه بمسؤولية، لافتاً إلى أن الوقت الذي يمضي لا يمكن أن يعوض فكل لحظة تمضي لا تعود؛ فإذا أهدرت وقتك؛ يعني أهدرت حياتك فحياتك هي هذه الساعات والأيام.

وتابع: ومن هذا المنطلق اهتم الإسلام بتوجيه الانسان في كيفية التعاطي مع أوقات الفراغ وتأثيرها في حياة الفرد والمجتمع، وفي هذا العصر يمثل موضوع (وقت الفراغ) ميداناً لبحوث مكثفة من قبل علماء الاجتماع فقد كُتبت فيه كتب ودراسات وعُقدت مؤتمرات لبحث هذا الموضوع لما له من آثار تشمل مختلف جوانب حياة الانسان التربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وأوضح الشيخ الأحمد، أن الانسان في وقت الفراغ يتحرر من التزامات العمل وواجباته أو من التزامات الدراسة ووظائفها بالنسبة للطالب؛ لافتاً إلى أن البعض ينظر لها أنها عمر إضافي يقضيه في النوم، واللهو، وهدر الوقت بطريقة عبثية لا تعود عليه بالنفع؛ إن لم تعود عليه بالضرر.

وأشار، أن الرؤية الإسلامية (لوقت الفراغ) لا تعني عدم الالتزام مطلقاً وإنما التفرغ للالتزامات الجديدة.

وأبان أن النصب يعني التعب في الآية الكريمة : يقول تعالى (فإذا فرغت فانصب)؛ موضحاً أن الانسان إذا فرغ من عمل فأتعب نفسه في عملٍ آخر لا يجلس فارغاً بلا عمل ولا مسؤولية؛ لأن الفراغ يمثل مشكلة أساسية في حياة الإنسان ولاسيما الشباب.

وأكد، أن الفراغ يصيب الإنسان بالسأم والملل والشعور بعدم الهدفية من ناحية؛ ومن ناحية أخرى له دور أساس في جر الشاب إلى طريق خاطئ.

وتساءل سماحته: كيف يولد الفراغ الخطيئة؟

وتابع: الشاب الذي يعيش الفراغ لا شغل عنده يمر بمراحل.

الأولى: الحياد من جهة لايرتكب أمراً محرماً ولا عملا صالحاً.

الثانية:سرعان ما تشتغل عنده حاسة الوهم، والخيال يدفعه؛ لأن يجرب أشياء تدفعه للدخول على صفحات ومواقع ونجوم الوهم على السوشل ميديا.

الثالثة: يقع في الجريمة، أو يكون لقمة سائغة بيد العصابات المنحرفة.

ودعا الشيخ الأحمد الآباء إلى ضرورة العناية بالأبناء، ووضع برامج لهم في أوقات الفراغ؛ مؤكداً على أهمية ملىء فجوة الوقت بالأشياء النافعة.

وأشار، أن الفوضى في الكسل والنوم لايوفر الراحة؛ لافتاً إلى أن من يطلب الراحة في النوم الطويل، والسهر غير الهادف، متوهماً لأن ما يصيب القلب من التعب من الفوضى لا يقارن بالكثير من أتعاب الدراسة أو العمل فهو يزداد تعب.

وعنه (عليه السلام) قال: (من الفراغ تكون الصَّبوة)؛ أي الأعمال الصبيانية الطائشه سببها الفراغ.

وبيّن سماحته، أن رؤية الإسلام للفراغ؛ لايعني عدم الالتزام والقيام بأي مسؤولية؛ وإنما التفرغ لأعمال أخرى بتجديد الالتزامات؛ فالالتزام في الحياة حاجة وليس تكليف.

ونوه، أن الانسان الذي يدرك أن له احتياجات متعددة (عقلية وفكرية ونفسية وروحية) لم يستطع تلبيتها بسبب العمل، او الدراسة سوف يتحول (الصيف فترة الإجازة) بالنسبة له إلى فرصة يكمل فيها احتياجاته تلك (النفسية والروحية والفكرية).

وذكر، أبعاد احتياجات الانسان التي تحقق التكامل، ومنها:

-البعد النفسي:
فالإنسان بحاجة للترويح والترفيه باعتدال و بالوسائل المشروعة لتجديد النشاط والحيوية،
عن رسول الله(ص): (روحوا القلوب ساعةً بعد ساعة فإن القلوب إذا كلّت عميت)
عن الامام علي (ع): (إن هذه القلوب تمل كما تمُل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحِكم).

-البعد الروحي:
لروحنا احتياجات أكثر من أبداننا ربما أيام العمل، أو الدراسة لا يُتاح للإنسان أن يغتنم فرص مواسم العبادة، أو لا يستطيع الإقبال على المستحبات بالشكل المطلوب فتكون فترة الإجازة فرصة للتفرغ للعبادة والطاعة، ومنها السفر لزيارة العتبات المقدسة.

-البعد المعرفي:
من احتياجات الانسان حاجته للعلم والثقافة والمعرفة؛ ففي أيام الدراسة وأيام العمل؛ ربما لا تجد متسعاً من الوقت للقراءة والاطلاع في غير تخصصك، أما في الصيف فرصة للقراءة والاطلاع وحضور الدورات خارج التخصص للتزود من الثقافة الدينية، والأسرية، واكتساب الخبرات والمهارات الجديدة.

-البعد الاجتماعي:
الإنسان بحاجة أن يشعر أنه جزء من المجتمع، وأنه عنصر مؤثر في مجتمعه؛ ففي فترة الإجازة فرصة للاندماج مع مجتمعه من خلال المشاركة في الاعمال التطوعية.

وختم حديثه بتوصيتين للشباب لاستثمار وقت الفراغ.

الأولى: تنظيم الوقت ووضع الأولويات.
عن الإمام الكاظم (ع): (واجتهدو أن يكون زمانكم أربع ساعات ساعة لله لمناجاته وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرّم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات).

انما يهدر الوقت لأننا لا نجيد تقديم الأهم على المهم؛ لذا عليك أن تصف الأولويات.
عن أمير المؤمنين (ع): (من اشتغل بالمهم ضيّع الأهم)؛ فإذا وضعت البرنامج بالتالي تتقلص مساحة الفراغ.

الثانية: ارسم خريطة حياتك.لابد تكون عندك رؤية مستقبلية صورتنا. إذا كانت صورتك في المستقبل شاب نشط مبتكر؛ فإنه كلما ضعفت همتك، ووجدت فراغاً،
كانت هذه الرؤية بمثابة الموقد التي تعطيك نشاطاً وحيوية، إذا يطمح لمقام علمي رفيع أو وظيفي أو اقتصادي؛ فإن هذا الهدف يجعله دائم العمل لبلوغه.
عن الإمام علي عليه السلام:(من رام شيئا ناله أو بعضه).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى