شهادة مسلم عليه السلام
عادل الحسين
أَيُّ رُزْءٍ لِعَقِيلٍ قَدْ جَرَى
لِبَنِيهِ الْغُرِّ مِنْ ظُلْمِ الْقُرَى
لَهْفَ نَفْسِي لِعَقِيلٍ فِي ابْنِهِ
عِنْدَمَا أَيْقَنَ خِذْلَانَ الْوَرَى
خَدَعُوا مُسْلِمَ فِي كُوفَانِهِمْ
وَكَأَنَّ الظُّلْمَ فِيهِمْ جُذِّرَا
خَذَلُوا السِّبْطَ حُسَيْنًا حِينَمَا
تَرَكُوا مُسْلِمَ يَبْكِي فِي السُّرَى
إِذْ بَكَى غَدْرَ الْعِدَى فِي سِبْطِ-
طَهَ حُسَيْنٍ، لَمْ يُرَاعُوا مَنْ بَرَا
ظَلَّ حَيْرَانًا إِلَى مَنْ يَلْتَجِي
فَلِذَا طَوْعَةُ كَانَتْ قَدَرَا
فَقَضَى لَيْلَتَهُ فِي بَيْتِهَا
دَاعِيًا أَنْ يَحْفَظَ الْمُسْتَنْصِرَا
وَابْنُهَا لَاحَظَهَا فِي هَلَعٍ
مُرْبِكٍ فَاكْتَشَفَ الْمُسْتَتِرَا
فَمَضَى لِابْنِ زِيَادٍ مُخْبِرًا
طَالِبًا أَجْرًا عَلَى مَا أَخْبَرَا
فَمَضَى الْقَوْمُ لِيَأْتُوا بِسَفِيرِ-
حُسَيْنٍ كَيْ يَدُكُّوا الْمِحْوَرَا
وَأَرَادُوا أَسَرَهُ لَكِنَّهُ
قَاوَمَ الْجَيْشَ مِرَارًا فَانْبَرَى
صَالَ فِيهِمْ بِحَمَاسٍ شَاهِرًا
سَيْفَ طَهَ فَأَرَاهُمْ حَيْدَرَا
وَبِغَدْرٍ حَفَرُوا حُفْرَتَهُمْ
فَهَوَتْ أَسْيَافُهُمْ فَانْطَبَرَا
قَتَلُوا نَجْلَ عَقِيلٍ وَرَمَوْا
جِسْمَهُ مِنْ شَاهِقٍ حَتَّى الثَّرَى
وَبِحَبْلٍ سَحَلُوا أَشْلَاءَهُ
وَيْلُهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ، لَنْ يَغْفِرَا