ماموقفنا لما يُقال فينا؟
سلمان العنكي
قَل أن تجد مُنصفًا يقول خيرًا اوشرًا منصفًا عند تعرضه لسيرة أحد من عامة الناس أو خاصتهم بما فيهم ” العلماء وإن رقى للمرجعية ” في الإطراء أو النيل، فهو إما مزايد برفع سقف الصفات الحسنة وإبعاد القبيحة لمن يحب، وليس صاحبه أهلًا ويستحقها، ولا الأخيرة بعيدة منه. أو ٱضافة سيئات وترك الحسن لمن يكره مع خلوه من الأولى أو بعضها، وقربه من الثانية مطبقًا المثل ” حب وقل وابغض وقل ” قُل إن أحببت أو كرهت من غير أن تخرج من عدل وتدخل في ظلم وباطل ونميمة وبهتان. ولكن: ما موقفنا نحن المعنيون بهذه الٱقوال بعضنا يطلق كلمة على مصراعيها فيقول { لايهمني ماذا يقول الناس دون أن يسعى لمحاسبة نفسه وتغييرها إن كان فيها شيء منه، وربما الأزيد ولم يُعلم بعد ويظهر للعلن} آخرون يفرحون بما يُقال عنهم من أوصاف حميدة، وإن لم تكن فيهم. سلوكهم وأعمالهم وأخلاقهم من وراء الكواليس تخالفها ” أهل مكة أدرى بشعابها ” صنف ينسب كل ما يسمعه من ذم إليه وكثير الظن بمن حوله وإن لم يكن مقصودًا فلا هذا صحيح ولاذاك. إذن: ماهي الكيفية والطريقة المُثلى التي يجب ٱن نتعامل بها تجاه هذه الأقوال سلبًا أو إيجابًا، وكيف نتخلص من الظن:- أولا :- في الحالات الايجابية ( ١ ) عندما نٌذكر بما يُحمد وهو فينا نشكر الله تعالى على أن حبانا هذه النعمة وغيرنا محروم منها، وفوق ما نحافظ عليها نزيد منها مستقبلًا ( ٢ ) إن لم تكن فينا فلا نفرح بها ونقف عند سماعها علينا تقمصها وزيادة، مما يستحسن الثناء عليه حتى نحرز الأمرين: الحُسنى وثقة الآخرين بنا. ثانيًا:- في الحالات السلبية ( ١ ) ننظر ماقِيل من قبح هل فعلًا هو فينا ” المرء أبصر بنفسه لو قيل عنه سارق هو أعلم إن كان كذلك أم لا ” إذا كان كذلك عليه تجنبه وإحلاله إلى ذكر جميل وتخييب ظن من قاله وإلا فقد المروءة والحشمة وقيل عنه الاسوأ خصوصًا مع تقدمه في العمر، ومن ثم ٱبًا وجدًّا، وإن كان ” لا ” فكأنه لم يسمع ليريح نفسه ويضيف لمن قاله همًّا ( ٢ ) البعض يتعدى في نيله ممن يكره وحسدًا يسلبه ماطاب، ويشهر بما فيه من مساويء مخفية إن كانت ويضيف أطنانًا عليها هي ألاسوأ. في هذه الحالة يصعب إيقاف أفعال هؤلاء ” لأنهم فقدوا القيم ونسوا المباديء ” فترك أمرهم إلى الله أولى، مع إصلاح مافسد إن ووجد فهو الأجدى والأفضل أن نفعّل هنا كلمة مالنا ومايقولون فهذه مكانها طالما نعلم أنه ليس فينا. ثالثًا:- في حالات الظن ( ١ ) يجب أن ننظر ونتعامل مع سمعتنا بما يزينها، ونهتم بتنظيفها من الشوائب ولا نكشف ماهو مستور بتصرفاتنا ومواقفنا من كلام قيل ويقال المعني به غيرنا، نأخذه لنا فيعلم الناس ماكانوا لا يعلمونه منا وينكشف المغطى ( ٢ ) الظن من وساوس الشيطان والأمراض النفسية، وقد ورد النهي عنه في القرآن الكريم وذمه، وعلينا التخلص منه في جميع أعمالنا العبادية وأثناء الطهارة والتعامل والعلاقات الاجتماعية وفي مقدمتها وأهمها العلاقات الزوجية