البن سعد والأحمد يوجهان الأنظار إلى موسم عاشوراء بعدد من التوصيات
مالك هادي: الأحساء
“يزدحم العالم بظاهرتين: الظاهرة المادية التقدمية، والظاهرة المعنوية، ولا يكاد يخلو وقت من هاتين الظاهرتين إلا ما ندر. والتاريخ يعكس التضاد والتنافس بين هاتين الظاهرتين” بهذا افتتح سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين بالحليلة.
وقال سماحته: “قديمًا كان فرعون يمثل الظاهرة المادية التقدمية، وحينما ظهر نبي الله موسى عليه السلام أصبح زعيمًا للظاهرة المعنوية، فاحتدم بين الظاهرتين والتنافس، وكذلك بين كسرى وقيصر وبين الظاهرة التي أسس لها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله. ثم جاء من يأمن على الظاهرة المادية وهم بنو أمية، في مقابل الحسين عليه السلام الذي شيد بناء الظاهرة المعنوية”.
وأكد على أن الامتداد المعنوي على نهج الحسين المتمثل في شيعته لا يزال مستمرٍّا، يقابله امتداد المادية فيمن يحمل الجينات الأموية، وأن كلا الظاهرتين قطب ينجذب إليها من كان من معدنها الخاص، وكل يريد أن يسقط الآخر.
وحذر سماحته من المحاولات التي عبر عنها بـ(أخذ العناق الشيعة)، وقسمها في أساليبها إلى: الأخذ باليد القاسية، والأخذ باليد الناعمة، وقال: وأخذ عناق الشيعة باليد الناعمة أشد خطرًا من اليد القاسية، فهي تشاركك، وتعرض عليك الشعائر، وتبث روح الخلاف بين الحسينيين لتتحول الساحة الحسينية إلى ساحة صدام، وهي التي تقتل في الحسيني المشاعر الحسينية الصحيحة وتجعل المشاعر حبيسة الحزن فقط.
كما أكد البن سعد على أهمية صيانة القضية الحسينية بقوله: ويكون ذلك بالبقاء على خط المعنوية نفسه، وأن لا نستجيب لأية دعوة، وبمنع الخلاف لأن الخلاف ثغرة واسعة ينتظرها المتربصون بالظاهرة الحسينية.
أما في بلدة أبو الحصى، فقد تحدث سماحة الشيخ أمجد الأحمد عن فرص استثمار موسم عاشوراء، فافتتح حديثه بقوله: المجالس الحسينية بكافة فعالياتها وأنواعها تصب في تعزيز الهوية الدينية ومحبة أهل البيت عليهم السلام، وتربية المجتمع وتنمية الجوانب الفكرية والثقافية والروحية فيه.
وأضاف قائلاً: وهو مما امتاز به أتباع أهل البيت عليهم السلام، فهم يحيون هذا الموسم العاشورائي ليواسون فيه نبي الأمة ويعملون بسنته، فقد بكى النبي لمصيبة الحسين قبل وقوعها، وحث على البكاء عليه، وأكد على مكانة سيد الشهداء في أحاديث كثيرة صحيحة.
كما أكد سماحته على أهمية الاستفادة من هذا الموسم بذكر بعض التوصيات: ضرورة الحرص على المشاركة الحضورية، فقال: بالرغم من وجود الكثير من المجالس بأسلوب البث المباشر، وما تبثه الفضائيات، إلا أن المشاركة الحضورية ذات أهمية كبيرة جدًّا، فأهل البيت يريدون ظاهرة الاجتماع لأنها مطلب يعزز الانتماء والولاء لأهل البيت عليهم السلام.
وفي توصية أخرى ذكر الشيخ الأحمد أن المشاركة الفاعلة في إحياء هذا الموسم تكون إما بالدعم المالي، أو الخدمة التطوعية في المآتم، فقال: ولو حصلت بعض الإخفاقات من البعض، فلا يعني أن نتسبب في ضياع المأتم أو تشويه صورته، بل علينا أن نُقَوِّم المآتم ونتعاون في تجاوز كل قصور فيها.
واعتبر الأحمد الاستفادة المعرفية والثقافية في الموسم من أهم التوصيات التي تساهم في نجاح موسم عاشوراء، فقال: كما أن عاشوراء موسم العاطفة والحزن على مصيبة الحسين هو أيضًا موسم معرفي امتاز به أتباع أهل البيت، وهو ما يثير إعجاب الطوائف الأخرى، كيف تجتمع هذه الحشود طوعٍا لا قهرًا في المجالس ليستمعوا إلى ما يقرؤه الخطباء.
ووجه سماحته رسالة إلى جميع القائمين على المآتم والمستمعين قائلًا: إنها مسؤولية مشتركة بين الجميع، فعلى القائمين على المآتم أن يختاروا الخطيب الذي يطرح ما يستفيد منه المستمع، وعلى الخطباء أن يستثمروا هذا الموسم في أن يقدم عطاءً مميزًا وثريًّا للمستمعين الذين يعطون المأتم من أوقاتهم.