محرم وأقلام النخب والمثقفين
طالب المطاوعة
أعتاد الناس والموالون لأهل البيت ع بأن يعتلي المنبر الحسيني بمحرم الحرام الخطيب والرادود الحسيني.
وكذا مشاركة الشعراء بقصائدهم والرواديد بمراثيهم وبعض الأكادميين بالمحاضرات، والمتطوعون في تنظيم وضيافة المأتم ولربما تصاحبها بعض الفعاليات.
لكن ماذا عن النخب الثقافية والباحثين والأكادميين والمهتمين وما سواهم!؟
هل ينحصر دورهم في الاستماع من جهة والنقد لهذا أو ذاك الخطيب فقط من جهة أخرى؟ ام يفترض أن يتجاوز تلك المسألة لما هو أبعد وأكبر وأهم.
لعمري أنّ مجتمعنا حافل بالطاقات والكفاءات والقدرات المتخصصة والمهتمة بمجالات عدة، ويملكون من الخبرات والإمكانات والقدرات والأدوات والوسائل ماشاء الله.
فهل بالإمكان استثمار وتوظيف تلك الطاقات في عشرة محرم لتقديم مايمكنهم تقديمه كحق اجتماعي ومسؤلية أخلاقية؟
فلربما يعمد بعض الباحثين والأكادميين إلى تناول بحوث ودراسات تخص كل يوم وشخصية، بما يشبه دراسة بعض مراكز الأبحاث، وقد تكون تلك نواة لذلك.
ماذا عن الصحفيين والإعلاميين من عمل التقارير واللقاءات الصحفية؟
أين الفنانون والممثلون!؟
أين الممنتجون والمصممون!؟
أين كتاب المقالات ومحرروا الصحف!؟
ألا تشتمل واقعة الطف على أحداث وشخصيات ملهمة ومواقف جميلة وصور رائعة يمكن تناولها وعرضها، تجمع ولا تفرق، بدل الدوران في عجلة الرد على الشبهات فحسب _ولا أقلل أبداً من أهمية المصاب ووقعه في نفوس المحبين والموالين لهم ع وما حل بهم من مصائب ومحن يندى لها وجه التاريخ_ سواء كانت من داخل البيت والمجتمع الإسلامي أو من خارجه، وكأنه ليس لدينا ما يمكننا أن نقدمه للعالم من صور مشرقة ومضيئة وقيم ومفاهيم ومواقف تعبّر عن حقيقة مايدفعنا للأهتمام والقيام به من إحياء للشعائر الحسينية، بما يخدم المجتمعات والأوطان.
خصوصا إذا ما علمنا وعملنا سوية بكل مشاربنا واتجاهاتنا في الاقتباس والرشف من مناهل أهل البيت ع.