الشيخ الأحمد يؤكد على ضرورة الفكر والعاطفة في القضية العاشورائية
آمنه الهاجري: الأحساء.
ابتدأ الشيخ أمجد الأحمد خطبته في الليلة الاولى من شهر محرم الحرام بعنوان: (العاطفة الدينية تقييمٌ وتقويم) بمجلس الإمام المنتظر بقرية التويثير.
وضمن المحور الأول (أهمية العاطفة الدينية ودورها في حياة الإنسان) أكد الشيخ الاحمد في أنّ العاطفة الدينية قادرة على جذب وشد مشاعر الجميع بخلاف الجانب الفكري والمعرفي البحت الذي ينحاز نحوه جماعة من الناس، وهنا تكمن أهمية الموسم العاشورائي.
وفي مقدمة حديثه ذكر ثلاثة أبعادً رئيسية في الإنسان أولى لها الدين اهتمامًا كبيرًا منها: البعد العقلي والفكري، والبعد العملي السلوكي، والبعد العاطفي الوجداني.
وأبان العلة الدينية في العناية بهذه الجوانب إذ أن الإسلام يهدف لبناء الإنسان الصالح بكل ما يعنيه الإنسان من الفكر والروح والوجدان والسلوك كوحدة متكاملة يؤثر كل جانبٍ منها في الآخر.
وأوضح أن البعد العاطفي هو الذي يركز في النفس الإنسانية الجانب العَقدي والسلوكي ويحفز الالتزام الديني في الأبعاد المختلفة، منوهاً أن دور العاطفة في معظم الأحيان يعد مزاحماً لدور العقل، فيجب على الإنسان تهذيب الجانب العاطفي بشخصيته.
ومن جانب تهذيب العاطفة الدينية وتقويمها في المحور الثاني أشاد بعدة أمور منها: أن تكون العاطفة مرتكزة على الوعي والمعرفة لتحصيل الموازنة، وأن تجَسّد بالالتزام السلوكي والعملي والأخلاقي متوافقة مع القيم الدينية الإسلامية، والتزام الاستقامة والاعتدال في العاطفة.
وتحدث في المحور الثالث عن إرادة أهل البيت (ع) بإحياء القضية العاشورائية بالفكر والعاطفة معاً لأسباب عديدة منها: أن المسألة الفكرية مرتبطة بالهدف الكبير الذي انطلقت من أجله قضية عاشوراء (قضية الإصلاح في الأمة)، وأن تغييب الجانب الفكري قد يؤدي إلى تكرار مأساة الإمام الحسين (ع) لأنها كانت في كينونتها عاطفة جوفاء لم تنطلق من عمق المعرفة، لذا تقدمت المصلحة والأنا فيها على التضحيات.
وشدد ختاماً بأن مسألة العاطفة لا غنى للقضية عنها في القضية الحسينية إذ أن العاطفة من الخصوصيات الذاتية للذكرى، وتتيح لها الاستمرار والخلود، وتفريغ عاشوراء من العاطفة والاكتفاء بالمضمون الفكري يضفي للقضية طابع الجمود والجفاف في الوعي الإنساني، مما يؤدي إلى نسيان القضية وتلاشيها شيئا فشيء.