الشيخ السمين: التبرير للنفس من أخطر الآفات السلوكية
رقية السمين: الدمام
وضع سماحة الشيخ محمد السمين، في بحثه المعنون بـ ( مع نفسي وجهاً لوجه)، آفة سلوكية تحت المجهر، مُعتبراً إياها أحد أخطر آفات الإصلاح للذات؛ وهي التبرير للنفس بالمعصية، مصنفاً لها بمستويات تمر بمرحلة المكابرة على الذنب وتنتهي بأعلى مراحله؛ بإلقاء اللوم في ارتكاب الذنب على الغير.
ومن على منبر لجنة مناسبات ظهيرة اليوم الثلاثاء نبه إلى أنه قد يضع الفرد نفسه على شفا حفرة عندما يصل لمرحلة كما عبرعنها بـ (ذروة التبرير) وهي شرعنة ارتكاب المعصية والذنب
ونهى سماحته عن إيجاد دافع لمعالجة الخطأ بشرعنة الذنب في قوله (لا تواجه الخطأ بالحرام).
ومن هذا المنطلق توجه منبهاً في خطابه للنساء، للحد من ظاهرة تبرير الزوجة لمنعها الزوج من حقوقه الشرعية فيها لـما قد تعتبره تقصير في الإنفاق وماشابه، وغيرها من المشاكل الأسرية القابلة للعلاج.
وحذر سماحة السمين من تفشي هذه الآفة بين الأفراد، لتصيب المجتمع بأكمله ليصبح كما قال ( مجتمع خامل لايهتم بالبيئة الدينية والتربوية لأبنائه).
وفي ذات السياق أكد على أن خطورة هذه الآفة، تكمن في تكرار تبرير لسلوك خاطئ واضح للتخلص من الضغوطات والصدامات الإجتماعية، حتى يصل الفرد لمرحلة ( يقنع نفسه بتبريره للباطل).
ونبه مجدداً بأن تلك الحالة قد تصل بالإنسان لمرحلة ارتكاب الجرائم والاعتداء على الغير، ولا يمكن أن يرى نفسه مخطاً بسبب سلوك التبرير المتكرر للمعصية حتى أصبحت سمة في نفسه.
وتناول الشيخ السمين هذا السلوك من المنظور العلمي في علم النفس الحديث، إذ ذكر بأن العلماء قد صنفوا هذه الحالة على أنها (خداع النفس)، فيما شدد على ضرورة مكافحة هذه الآفة قبل أن تسيطر على سلوكياتنا كأفراد ومجتمع عن طريق مواجهة النفس ومحاسبتها.
وختم بحثه بربطه بـ قضية عاشوراء وكيف كان للتبرير دور في انحراف وانجراف عمر بن سعد وأمثاله ضد الحسين عليه السلام واتخذوا الباطل سبيلاً دون الحق.
لمتابعة المحاضرة اضغط هنا