الشيخ الأحمد..الحرية أن يتحرر الإنسان من ميوله ورغباته

آمنه الهاجري: الدمام

الحرية من المفاهيم التي كثر الحديث حولها بصورة عامة والحرية الشخصية بصورة خاصة، بحيث  أصبح هذا المفهوم رمز لرقي الإنسان وكرامته، وبناءً عليه تُقيّم المدارس الفكرية والمجتمعات الإنسانية بمدى مطالبتها واحترامها لحرية الإنسان. وهذا ما أستهل به الشيخ أمجد الأحمد بمحاضرته (من يُقيد حريتي؟)  ليلة الخامس من شهر محرم الحرام بحسينية المنتظر بقرية التويثير.

قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}. (99) سورة يونس

وتحدث الشيخ الأحمد بمنطلق الآية الكريمة أنها تشير إلى الحرية التكوينية عند الإنسان، مشيراً إلى أن الحرية تعد جوهر الإسلام لأنه جاء ليحرر الإنسان من كل عبودية زائفة و مذلة إلى العبودية التي يشعر معها بالعزة و الكرامة و هي عبودية الله، كما أن الإسلام أكد على الحرية الذاتية (الحرية من الداخل) وهي أن يتحرر الإنسان من شهواته و غرائزه وميوله ورغباته.

وبين في المحور الثاني بأن الحرية لا يمكن أن تكون مطلقة، بل مقيدة كأن تتعارض مع قيم أخرى أهم و أعظم وهذا ما أكد عليه الإسلام(كما لو أراد الإنسان أن ينتحر فالإسلام يحرم عليه ذلك لأن قيمة حفظ النفس أهم من الحرية)، لأنها مبنية على قانون المصالح والمفاسد.

وذكر في المحور الثالث أصل الإشكالية بين الإسلام وبعض التوجهات الأخرى كالليبرالية إذ أنها منشأ القيود النابعة من الإنسان نفسه، وهوالذي يشرع له قانون ونظام، فالليبرالي يقبل أن يقيده الإنسان ولا يقبل أن يأتي تشريع من الله، منوهاً إلى أن الاسلام منشأه القيود منالحق –تبارك و تعالى–، وهو من يقيد الحريات لأن الذي يضع هذه القيود يجب أن يكون خبيراً بحاجات البشر ولا يوجد أحد أعلم بها غيرخالقها وهو الله .

في مقابل ذلك أشاد الشيخ الأحمد بحركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي جاءت وفق قانونٍ إلهي وحكم تشريعي غير متنافٍ مع حريةالإنسان، مبيناً علة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

إذ أن النهي عن منكر يمارس في العلن مهدداً الأمن الأخلاقي العام، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من حق من يؤمر، فالأمربالمعروف و النهي عن المنكر ليس تسلط على الآخرين بل نصيحة، منوهاً بأن المنكر ليس المنكر الفردي كترك الصلاة و سماع الاغاني وغيرها، بل أعم من ذلك كـ (العنف الأسري والعدوان الاجتماعي وجميع المشاكل الاجتماعية التي يعيشها الناس).

وقال الشيخ الأحمد: “لهذا نجد أن الإمام الحسين عليه السلام كان عنوان حركته (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمربالمعروف وأنهى عن المنكر). فعندما رأى أن كرامة الناس في خطر وأن الإسلام في خطر وأن مقدرات الناس في خطر تحرك –سلام الله عليه– وكان مستعد لبذل كل شي في هذا السبيل“.