السيد الخباز: لايقاس النجاح بالأمور المادية فقط، والبعد عن الغيب يتسبب بالأمراض
سوزان الرمضان: الدمام
أكد السيد منير الخباز على أهمية “الإيمان بالغيب” ، لما له من آثار روحية مهمة على المجتمع والإنسان.
وقال في محاضرته” هل الاعتماد على القضايا الغيبية سبب تخلف المسلمين؟” إن الغرب يتهم المسلمين بالتخلف الحضاري والتكنولوحي والتقني بسبب اعتمادهم على “الغيب”.
وقال هذا ليس بصحيح فكثير من “المسلمين” في بلاد الغرب مبدع، ولهم منجزات وأبحاث علمية ساهمت في نظريات ومخترعات وإنتاجات عظيمة مصدرها علماء مسلمون، إلا أن “الخلافات والصراعات والمشاحنات المذهبية والأثنية والعرقية والسياسية أثّرت في تخلف “البلاد الإسلامية”.
وذكر أن التطور “المادي” ليس مقياس على “السعادة والنجاح” فهناك مقاييس أهم وهي “الروحية” ، فالغرب اليوم يعاني رغم تقدمه الحضاري من شتى “الأمراض النفسية وارتفاع معدلات الانتحار”، بسبب البعد عن الغيب.
وأوضح أن للغيب ومنها “صلة الرحم وبر الوالدين والدعاء” آثار روحية عظيمة قد لا نشهدها في الحال، لوجود بعض الموانع “كالإصرار على الذنب والظلم والإعتداء على الآخرين”، وكذلك ضيق القراءة في “مساحة التأثير” فقد يرى الغيب تأجيل الشفاء أو تفريج الكربات، وقد ينتقل أثر الدعاء للأهل والأقرباء.
وأشار إلى ان “المدد الغيبي” يتجلى في كثير من المظاهر ومنها “الإلهام” فلا يعتمد توصلنا للنتائج دائماً على الاستدلال العقلي والتجربة ، ومنها “الإستقرار والطمأنينة والشعور بالإنتماء” الى أصل الوجود” ألا بذكر الله تطمئن القلوب”، ومنها “توثيق الروابط الإجتماعية” كما في بر الوالدين ودعاء المؤمن لأخيه في ظهر الغيب.
وبين أن الابتلاء أحد الأمور التي تصقل شخصية الإنسان وأعماله ” ليبلوكم أيكم أحسن عملاً”، وهذا ما أشارت له كلمات الأنبياء والصالحين ومنها قول الإمام الحسين ع”
رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين”.
وذكر أن عالم المادة له حركة ظاهرية، وتحركه يد غيبية
“جوهرية” وهو معكم أينما كنتم” وهذا ما يشير له فيزياء الكم في أبعاد الوجود من ” الاتصال، الحركة، الحركة الجوهرية”وهي الأعمق، وتحيط بعالم المادة، ولا يفصلنا عنها سوى بعدي الزمان والمكان، و تحجبها عنا الحواس ولكنها تُدرك بالآثار.
وأشار إلى أن رحلة الإمام الحسين ع والأنبياء قبله كانت نحو هذا الغيب، في علاقة المحتاج الى الكامل، ومن كلماته ع في عرفة ” أنت الذي أجملت، أنعمت، أعطيت، أقنيت، وأنا الذي أسأت، أخطأت، اعتمدت، وتعمدت، جهلت، ونسيت،..”، وحين تناولته السهام يوم كربلاء يقول ع “رضاً بقضائك وتسليماً بأمرك لك العتبى حتى ترضى”.