الشيخ السمين: التثقيف الجنسي بالمنظور الاسلامي حصانة من الشذوذ الاخلاقي
بشائر: الدمام
على ضوء ما اختُتم به الحديث عن ظاهرة الشذوذ وعلاقته بالجينات حسب ما يزعم داعميها يوم الأمس، استأنف سماحة الشيخ محمد السمين بحثه (في دهاليز المثلية المظلمة2) ، إذ لامس في هذه الجزئية المؤثرات والعوامل وكيفية علاجها.
وسلط سماحته الضوء اليوم، على أكثر العوامل تأثيراً التي تغذي قابلية نشأة الميول الشاذ لدى الأبناء، وهي المحيط والبيئة التربوية الاجتماعية المؤثرة على سلوكياتهم.
ودلل على ذلك في قوله ( إذا عدنا لتاريخ الشذوذ الأخير سنرى أن تزايد هذه الحالات لدى المجتمع الغربي لأنه أصبح بيئة حاضنة وداعمة لهذا الإنحراف)
وأعرب السمين عن قلقه تجاه الواقع الذي يعاصره المجتمع وأبنائه حيث أن (ظاهرة الشذوذ قرعت أبواب مجتمعاتنا) كما عبر.
وتطرق الشيخ محمد السمين لامكانية نشوء مثل هذه الحالات لدى أبناء الأبوين المتدينين نتيجة انشغالهم المفرط بـ آداء وإحياء الشعائر الدينية.
ومن هذا المنطلق أكد سماحته أن دور الأبوين وحضورهم وبناء علاقة جيدة مع الأبناء لا يقل أهمية عن العامل الأول، إذ خلصت دراسة حديثة على شريحة كبيرة من الشواذ إلى أن قابلية الأبناء بين والدين منفصلين تزيد بنسبة %20، عن غيرهم.
ونبه الآباء تحديداً من غياب حضور الأب في حياة الأبناء حيث استند في حديثه على دراسة أخرى خلصت الى أن بنسبة %85 من الشواذ كان هذا العامل رئيسي في تحول ميولهم الفطري وهي غياب الأمان والرقابة الوالدية.
وحذر في ذات السياق من انشغال الأب عن فهم نمط الحياة التي يعيشها الأبناء وقال (إن هذا من العوامل التي تدق ناقوس الخطر).
وأوصى السمين المربين بضرورة أن يكونوا البيئة الحاضنة لأبنائهم والعين الرقيبة عليهم، وفق معايير ومراعاة الخط الزمني الفارق بين الحاضر والماضي في أسلوب الرقابة بقوله (ينبغي للأب والأم أن يعيشوا علاقة صداقة مع الأبناء تعزيزاً للأمان الأسري) .
إذ لفت سماحته إلى أن صور التحرش تعددت حيث تعتبر المراسلات والمكالمات العاطفية، نوع من أنواع التحرش والاستغلال من قبل رفقاء السوء، وهذا ما أفصحت عنه بعض المراكز التأهيلية في الفترة القليلة الماضية.
ومن هذا المنطلق شدد سماحته على أهمية المبادرة بالتثقيف التوعوي الصحيح للأطفال والنشء، بعدم قبول الشذوذ في المجتمع، ومواجهة الإعلام الضال الذي يهدف لتبني هذه الظاهرة والقبول بها بسلاح الحصانة التوعوية.
وختاماً دعا سماحته في ذات السياق للتهيؤ تصدياً لتغلغل هذا الميول بقوله ( لابد أن نستعد لمواجهة الزحف الإعلامي للانحراف الذي قد يصيب مجتمعاتنا بتعريف الآثار المترتبة عليه نفسياً وعضوياً والاهتمام بالتربية الجنسية).
وعلى هامش موضوع بحث الشيخ محمد السمين، يذكر أن سماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد انتقد في بحثه عن مسببات التحول لميول الشذوذ لليلة الرابعة من محرم الجاري، انشغال الآباء المتقاعدين خصيصاً بالسفر الطويل للعتبات المقدسة على حساب مسؤولياتهم الأسرية، والتي تتيح المجال لمنظمات التحول بالعبث في توجيه ابنائهم المراهقين ضمن مشروع هدم المعتقدات والديانات.