الشيخ البحراني محذراً.. الحياة البشرية تحولت إلى حياة افتراضية
بشائر: الأحساء
حول النخب قديمًا وحديثًا، والإعلام الماضي والراهن وأثره في التربية تحدث الشيخ عبدالله البحراني في الليلة السادسة من شهر محرم بحسينية الإمام الحجة (ع)، عن صعوبة التربية في ظل الإعلام الرقمي الجديد، وكيف يعيش العالم الآن انفجارًا إعلاميًّا رقميًّا يتمثل في التقنيات الجديدة، وماتبع ذلك من وسائل للتواصل ومانتج عن استخدام هذه البرامج وتأثيرها على تربية الأبناء بشتى المجالات.
وقال: كانت التربية سابقًا محاطة بسياج أمني كبير جدًا، وهذا السياج متكون من الأب والام والأخوة وجميع الأهل، بل حتى الجيران. ولم تقتصر التربية على سن معين، لذلك كان يسود الأمن في ذلك الزمن.
أما الآن أصبحت التربية صعبة جداً،بسبب التقنيات، حيث حولت كل الإنجازات إلى إنجازات إلكترونية تدخلت حتى في مجال التربية.
وكان الإعلام في الماضي حكوميًّا، وكان يخضع للرقابة، أما في وقتنا الراهن ففد أصبح الإعلام التجاري هو السائد، ولا يخضع لأية رقابة، ووصل الحال لدرجة أن بعض برامج الأطفال تدعوا للمثلية دون رقابة،
كما أن بعض الألعاب الإلكترونية المنتشرة تساهم في انتشار الجرائم ومنها القتل وبكثرة.
وذكر الشيخ البحراني عدة حقائق حول هذا الموضوع خلال طرحه دراسات سعودية. ومن خلال هذه الدراسات اتضح ان الحياة البشرية تحولت إلى حياة افتراضية، فالتواصل بين الناس صار إلكترونيا في شتى وسائل التواصل الاجتماعي حتى بين أهل البيت الواحد.
كما تناول أضرار هذه الوسائل، منها: أنها قلصت التواصل بين الناس، وفُقدت الألفة بين الأسرة، إضافة إلى سرعة افتراس الأبناء، والنزوع نحو الاستهلاك.
واشار سماحته إلى أحد البرامج الخطرة، وهو برنامج السناب شات، وهو الأسرع للسرقة بسبب ما ينشر فيه من دقة تفاصيل حياة الأشخاص الذين يتداولون فيه.
ثم انتقل إلى توضيح هدف الإعلام واستغلاله لهذه البرامج، حيث تصنف المشاهير بكثرة عدد المشاهدات، وعدد تصوير محتواه.
فبعدد المشاهدات يكون له رأس مال رمزي ويصبح سلعة قابلة للبيع والشراء، من خلال الإعلانات وهو غير مؤهل وليس لديه أية ثقافة.
وكأن همها الوحيد هو الإضحاك، ولكن الهدف الحقيقي هو التأثير على الناس من خلال التقليد الأعمى، حتى صار هدف بعض الفتيات أن تصبح (فانشنيستا) ولكي تصل لذلك لا بد لها من التعري.
ولكن هناك من يستخدم هذه الوسائل بشكل صحيح، كما فعلت دانة حينما صعدت إلى منصة التتويج على مستوى العام، وكانت محافظة على حجابها وأصبحت مشهورة.
كما ذكرت أسماء من قرى الأحساء، نالت جوائز كبرى من الدولة أمثال الدكتور محمد من القارة، حيث حصل وسام على الملك عبد العزيز أعلى وسام في الدولة،
والدكتور عبدالجليل الخليفة الذي أصبح عميد مهندسي العالم في البترول والجيولوجيا، وكما أنتجت الأحساء علماء أجلاء أمثال الهاجري وغيره. فهذه هي النخب الاجتماعية الحقة.
ولكن هناك أيدٍ تطمس الحقائق وتشووهها، وتحارب الحق بكل ما أوتيت من قوة، كما فعلت الدولة الأموية من التسويق للايدي القذرة ومحاربة النخبة من أمثال حبيب بن مظاهر.