السمين يدعو لإعادة برمجة الذات وتغيير صورة الشخصية الفاشلة بخطوات عملية
بشائر: الدمام
تطرق سماحة الشيخ محمد السمين لـ الدورالأسري في تذويب المعوقات أمام تغيير مسار حياة الفرد والمجتمع للأفضل، من خلال رفع ثقة الابناء في نفوسهم وإدارة حياتهم بالشكل الصحيح بعيداً عن التربية العشوائية .
أتى ذلك في بحثه المعنون بـ (أخبروني كيف أتغير؟) على منبر لجنة مناسبات اليوم السبت.
وحذر سماحته من خطر الإيحاء للطفل بأنه شخصية فاشلة مما يؤدي لـ هدم الكيان البشري وقتله شخصياً وفكرياً ونفسياً.
فيما أجاب على عدة تساؤلات في بحثه الاجتماعي، حول إمكانية وكيفية التغيير الإيجابي للفرد والمجتمع، والتغلب على المعوقات لبلوغ ذلك .
فـ أشار في حديثه أن التغيير رغبة وقابلية إنسانية يود كل فرد أن يحققها، وهي غالباً نابعة عن عدم رضا الإنسان عن واقعه، وقلة من المؤمنين يوفقون لتحقيق هذه النتيجة.
وسلط سماحته الضوء على الهاجس والمعوق الأكبر ضد التغيير وهي العادات السلوكية في قوله (هناك هاجساً يعيشه هؤلاء وهو توهم أن الإنسان ليس لديه القدرة أن يرفع يده عن العادة السلبية التي اعتادها، والتقاليد التي تربى عليها، ويستبدلها بشيء إيجابي آخر غيرها).
وألفت السمين أن من المعوقات الأخرى تجاه التغيير هواعتقاد الفرد أن في ذلك تبعيّه يطمس بها شخصه وفكره ومن هذا المنطلق طرح سماحته سؤالاً استفهامياً حول ماهية التغيير.
وردّ على التساؤل ( التغيير هو إحلال الصفات الإيجابية مكان السلبية ولا يعني الميل مع كل رؤية أو فكرة، حتى تلغي شخصية الفرد وتذوب ليكون ممسوخ الهوية أو ضعيف الشخصية بسبب كثرة التغيير في الآراء والأفكار)
وبين سماحته أن التغيير يحدث بطريقتين إحداهما عن طريق صدمة نفسية قوية تغير مسار حياة الإنسان وتفتح قلبه لله عز وجل، كفقد عزيز أو كقصة بشر الحافي مع الامام الكاظم عليه السلام.
وأوضح بأن الطريقة الثانية غالباً يمر الناس بها بطي مراحل متعددة، وهي التدرج بالتغيير كالتالي: إعادة برمجة الإنسان لعقله الباطن اللاواعي ويعرف بالبرمجة الذاتية، أو مايسمى عند علماء الأخلاق بالتخلية من الرذائل والتحلية بالفضائل.
وعن آلية البرمجة الذاتية أردف السمين حديثه بـ ( يعتمد الفرد على رسم طريقه للنجاح أو الفشل من خلال المخزون المعرفي لديه، والمتحصل عليها من خلال ما يعيشه من تجارب ويكتسبه من خبرات ومطالعة منذ الطفولة).
كما نبه إلى أن تغيير صورة الذات تشكل أحد العوامل للتغيير المرجو وقال ( الصورة الذاتية التي يملكها الإنسان عن نفسه تعتبر سببا من أسباب التغيير أو عدمه، لأن التغيير لا يكون خارجيا فقط، فلا بد أن يكون من الداخل، لذلك يحتاج الإنسان أن يعزز جانب الثقة في نفسه ويشعر بقيمتها، بالإضافة إلى البدء بمعالجة صياغة الأفكار التي يحملها الإنسان وتغييرها)
ومن منظور علمي ختم الشيخ محمد السمين بحثه بالتوصية على أهمية عامل برمجة السلوك وتغيير العادات من خلال تشخيص السلوكيات التي تحتاج للتبديل ومجابهة النفس في سبيل ذلك، وأخيراً ترك التسويف والتأجيل، مستنداً بذلك على إحصائيات بعض الدراسات التي تشير أن أكثر من 90% من السلوك الإنساني يحدث من دون تقييم أو تفكير منطقي، وإنما عادة مكتسبة من العالم الخارجي.