أمين عام الحوزة يختتم موسم عاشوراء بباقة من الشكر .. ويشيد بجهود الجهات الرسمية
مالك هادي: الأحساء
“خيمت أجواء الحزن واللوعة أحسائنا الحبيبة حيث تفاعل أبناؤها الموالون الطيبون المحبون في إحياء مراسيم عاشوراء في هذا العام، كما هو الحال في سائر الأعوام السابقة، وقد توافدت الجماهير الكبيرة، وشُهد الزخم الملفت للنظر من المؤمنين والمؤمنات على حضور المآتم والمجالس، ومنذ الأيام الأولى شهدت اقبالاً ملحوظاً كبيراً من جميع الشرائح الاجتماعية ، كباراً صغاراً شباباً شيوخاً رجالاً نساءً ، وقد استمر هذا الحضور إلى آخر يوم ، كالبارحة واليوم الذي نعيشه، في هذا اليوم ختام عاشوراء الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام”
بهذا استهل أمين عام الحوزة العلمية و إمام جامع آل الرسول سماحة السيد هاشم السلمان حديث الجمعة والذي تزامن مع آخر يوم في موسم عاشوراء الحسين لهذا العام 1444هـ
وعن حضور فئة الشباب قال السيد السلمان: ومما لفت نظري في جولاتي المتواضعة على بعض المجالس، هو حضور الشريحة الشبابية بكثافة خصوصاً الفئة العمرية المتوقدة من الشباب وهي من سن الخامس عشر إلى سن الثلاثين، هذه المرحلة التي تسمى مرحلة القوة الحمراء لدى الشباب، فهي أخطر مرحلة يمر فيها أبناؤنا، رأيت هذه الفئة متواجدة بكثافة في جميع المآتم والمجالس وفي معظم الأوقات ليس فقط في فترة الليل، بل قد وجدناها صباحاً ووجدناها حتى الظهر متواجدة في هذه المجالس فضلاً عن الليل، وكذلك تحرص على الحضور على أكثر من مجلس.
وأكد من خلال حضور هذه الفئة الشابة أنه استشراف لوجود الأجيال الصالحة الطيبة، واستشهد بمقولة بعض العلماء أن وجود هذه الشريحة في دور العبادة مساجد ومآتم حسينية هذا مؤشر خير ، على العكس فيما لو غابت هذه الشريحة أو قل حضورها فهذا مؤشر وإنذار خطر وسوء.
من جانب آخر أكد سماحته على أهمية الاستمرار في التفاعل مع مناسبات أهل البيت عليهم السلام طوال الأيام المخصوصة ، خصوصاً في شهري محرم وصفر، وأنه اعتبرها بعض المراجع “أيام تحريم”، أي أن لها خصوصية يجب أن تبقى أيام حزن وأسى ولو في الجملة.
ووجه سماحته رسالة واضحة بهذا الخصوص فقال: ينبغي على المؤمنين والموالين أن يستمروا في حضورهم ومشاركاتهم في هذه الأيام ، لأن فصول فاجعة كربلاء لم تنته بعد ، الفصل الأول انتهى فيه فاجعة أحداث أرض كربلاء ، ولكن ستأتي الآن الفصول الأخرى السبايا والكوفة والشام وغير ذلك، وعليهم أن يحافظوا على أجواء الحزن والأسى ، كما هو الحال الذي عودونا به المؤمنون والمؤمنات أنهم خلال هذين الشهرين يراعوا هذه الحرمة ولا يمارسون الأعمال التي فيها الفرحة والبهجة الظاهرية والممارسات الأخرى.
وفي الختام وجه السيد السلمان رسائل شكر وتقدير للحضور والمساهمين في المآتم فقال: تحية اجلال لجميع المؤمنين والمؤمنات الذين شاركوا في إحيائهم هذه المراسيم العظيمة بحضورهم وكذلك بالتزامهم في مراعاة النظام والتنظيم في حضورهم ومشاركاتهم في المجالس، وأيضاً من خلال تعاونهم الملحوظ، ولكل المساهمين الذين ساهموا بدعمهم لهذه المجالس سواء مالياً خدمياً معنوياً ، كل من ساهم بتعظيم وكذلك في نشر هذه المآتم وإحيائها له كذلك التحية والشكر على هذا الأمر.
كما وجه الشكر والتقدير للمجالس التي اهتمت بإضافة برامج متميزة، والتي تقوم على الارتقاء الروحي والمعرفي قبل عقد المجالس، من قبيل تلاوة القرآن الكريم ومن قبيل قراءة بعض الأدعية الشريفة والزيارات ، وكذلك من قبيل جعل بعض الفقرات التوعوية والارشادية ، وأيضاً طرح بعض المسائل الفقهية، التي زادت من الاستفادة واستغلال هذا الموسم.
وقدم الشكر للمجالس التي استضافت بعض النخب من ذوي الاحتياجات الخاصة من قبيل الصم والبكم، وللمجالس التي اهتمت بنخبة الأطفال والصغار وخصصت لهم مجالس وأوقات خاصة لإقامة مآتم تتناسب مع عمرهم ومع استيعابهم المعرفي .
كما وجه سماحته الشكر لأصحاب الملاعب والفرق الرياضية الحوارية ، التي عُطّلت في أيام موسم عاشوراء في عموم الأحساء بقية المناطق، فقال: لاحظنا أنها تعطلّت من اليوم السادس إلى هذا اليوم، فلا يمارسون الأنشطة الرياضية احتراماً لأيام عاشوراء، بل بعضها توقف منذ اليوم الأول، كثير من الملاعب والفرق توقفت منذ اليوم الأول، كما في الأعوام الماضية.
ووجه الشكر لجميع المحلات والمتاجر والمؤسسات والشركات والمقاولات والمصانع الذين عطّلوا ولو على الأقل يوم العاشر.
وفي الختام وجه بالشكر والتقدير للجهات الرسمية التي يسرت أيضاً المتطلبات اللازمة لإقامة وإحياء أيام عاشوراء ، والتي وفرت الأمن والحماية والحراسة لأن تؤدى هذه المراسيم بأمن وسلام.