شمس الشموس
عادل الحسين
مَاذَا دَهَى الْأَكْوَانَ أَمْ مَاذَا جَرَى
هَلْ قَامَتِ الْأُخْرَى تُعِدُّ الْمَحْشَرَا
أَمْ سَارَ عَنْهَا بَدْرُهَا أَمْ هَلْ قَضَى
شَمْسُ الشُّمُوسِ فَلَمْ يَعُدْ بَيْنَ الْوَرَى
لِلهِ خَطْبٌ هَزَّ أَرْكَانَ الْهُدَى
فِي أَرْضِ طُوسٍ ألْهَبَ الْمُسْتَعْبِرَا
لِلهِ يَوْمٌ لِلرِّضَا قَدْ زَلْزَلَ-
السَّبْعَ الشِّدَادَ فَأَحْزَنَتْ مَنْ كَبَّرَا
ثُّلِمَتْ حِيَاضُ الدِّينِ حُزْنًا بَعْدَهُ
وَبَكَتْ عُيُونُ النَّاسِ دَمًّا أَحْمَرَا
وَمُصَابُهُ أَشْجَى الْبَتُولَ وَبَعْلَهَا
وَالْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ إِلَيْهِ شَمَّرَا
أَضْحَى الرِّضَا مُتَجَرِّعًا آلَامَهُ
إِذْ سُمَّ فِي عِنَبٍ وَرُمَّانٍ فَرَى
هَيَّا نُعَزِّي الْمُصْطَفَى بِحَبِيبِهِ
نَالَ الْعِدَى مِنْهُ دُيُونًا بَلْ هُرَا
هُوَ ضَامِنُ الْجَنَّاتِ فِي سَكَرَاتِهَا
فَاحْرَصْ بِأَنْ تَلْقَى الْإِلَهَ مُطَهَّرَا
وَاهْنَأْ بِطُولِ إِقَامَةٍ بِجِوَارِهِ
فَهُوَ الْأَنِيسُ لِمَنْ أَطَابَ الْمَعْشَرَا
يَا سَيِّدِي خُذْنِي إِلَى مَثْوَاكَ فِي
طُوسٍ لِكَي أَحْيَا بِلُبٍّ مُبْصِرَا
قَدْ أَشْرَقَتْ نَفْسِي بِنُورِ بَهَائِكُمْ
وَالشِّعْرُ عِشْقًا قَدْ أَجَنَّ الْأَشْطُرَا
وَتَعَلَّقَتْ رُوحِي بِطُوسٍ فَارْتَوَتْ
مِنْ نَبْعِهَا عَسَلًا مُصَفًّى مُبْهِرَا
وَكَمَالُ رَغْبَةِ خَاطِرِي فِي لُطْفِهِ
أَصْبُو إِلَى فَرَجٍ يُدِيرُ الْمَنْظَرَا