الأصدقاء الأوفياء والمتعلمون
جواد المعراج
يعرف الصديق الوفي والمتعلم بالشخص الذي يساند ويساعد ويحب الخير للطرف الآخر الخير بهدف تقديم العلم والنصيحة والتوجيه الذي يخرج الشخص من مشاكل وأزمات كثيرة، ويكون ذلك بحماية نفس الآخر من الانحراف، بل تشجيعه على ما يفيده في ترتيب حياته ومستقبله وخدمة الدين واتباع الطريق الصحيح.
والصديق الوفي والمتعلم من الصعب أن تحصل عليه في هذا الزمن، خاصة لو كان متعلمًا أو مثقفًا أو متدينًا فهو يعتبر خير ونعمة من الله تعالى، بل أفضل من الصديق السيئ الذي يجر الآخرين إلى الطريق الخاطئ الذي يقود إلى التهور والانحراف النفسي والفكري.
ويعد الأوفياء والمتعلمون مصدر سعادة للأطراف الأخرى لأنهم غالبًا ما يعملون على تخفيف الهموم والأفكار المقلقة التي تجعل الإنسان يعجز عن تجاوز كل عقبة يواجهها في حياته، ولكن عند وجود الصديق الوفي تصبح كل عقبة سهلة عند الآخر.
وهذا النوع من الصداقات يعمل على التأثير على مشاعر وتصرفات وسلوكيات الآخر بشكل إيجابي، عوضًا عن الميل للأصدقاء السلبيين الذي يجلبون للآخر الضيق وتعكير المزاج الناتج عن تزايد المخاوف.
ويشير سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف إلى: أن تبادل المشاعر الإيجابية بين الأصدقاء كالابتسام في وجوههم، والتودد لهم، والتحدث بالكلام اللطيف؛ كلها أمور تقوي الصداقة، وتزيد من متانتها وصلابتها والتودد إلى الأصدقاء وإظهار الاهتمام بهم، وإعلامهم بمحبتك لهم لها آثار إيجابية، فكن ودودًا في تعاملك مع أصدقائك ومعارفك، ولطيفًا معهم.
وكما يذكر سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف: ومن التوفيق قدرة الإنسان على كسب الأصدقاء الصادقين، وتكوين العلاقات الإنسانية الناجحة، والاستزادة من الأصدقاء الطيبين، لما لتكوين الصداقات الناجحة من فوائد وآثار إيجابية.
كما ذكر سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف أن من أهم مقومات الصداقة الناجحة أيضًا: هي صفة العطاء والمساعدة للأصدقاء وخصوصًا عند الحاجة والضيق، والعطاء مفهوم واسع لا يقتصر على القضايا المادية، بل يشمل القضايا المعنوية أيضًا كالوقوف بجانب الأصدقاء في أفراحهم، ومواساتهم عند أتراحهم، وقضاء الحوائج ومساعدة الأصدقاء في تفريج كربهم وهمومهم من أنواع العطاء.