حاجة الأطفال لثقافة الإدارة المالية
بقلم إميلي لامبرت
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
تبين دراسة نشرتها جامعة بريغهام يونغ أن الأطفال يحتاجون إلى خبرة عملية لاكتساب مهارة الإدارة المالية والاستعداد لتحمل المسؤلية المالية في مرحلة الشباب.
بحسب دراسة جديدة من جامعة بريغهام يونغ Brigham Young، الأطفال الذين يُمنحون فرصًا لإدارة الأموال في الصغر يكونون أكثر استعدادًا لتحمل المسؤولية المالية عند بلوغهم سن الرشد. [المترجم: إدارة الأموال تعني عمليات الادخار أو الاستثمار أو الإنفاق أو إعداد الميزانية أو غير ذلك(1)].
“كما اتضح أن ما يقوم به أولياء الأمور لأطفالهم في الصغر يؤثر في مخرجاتهم المالية [تحقيق ثروة مالية] في الكبر،” كما قالت الدكتورة أشلي ليبارون بلاك Ashley LeBaron-Black، برفسورة الحياة العائلية في جامعة بريغهام يونغ والمؤلف الرئيس للدراسة. “بالإضافة إلى الحديث عن إدارة الأموال، من المهم جدًا لأولياء الأمور أن يعطوا أطفالهم فرصة لإدارة أموالهم بأنفسهم واتخاذ قرارات بشأنها من صغرهم.”
الدراسة، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة العلاقات الأسريةFamily Relations(2)، استطلعت آراء أكثر من أربعة آلاف شاب [المترجم: بحسب التعريف: الفئة العمرية للشباب تبدأ من 20 إلى 30 سنة(3)]، وطرحوا مجموعة من الأسئلة عليهم لمعرفة كيف اكتسبوا مهارة إدارة الأموال من والديهم أثناء مرحلة طفولتهم. وجدت نتائج الدراسة أنه بينما كان من المهم لأولياء الأمور أن يتحدثوا مع أطفالهم عن إدارة الأموال وأن يكونوا قدوة صالحة في السلوكيات المالية، فإن هذه الجهود وحدها لا تكفي لتمكين هؤلاء الأطفال ماليًا وإعدادهم ليترعرعوا كشباب لديهم احساس بالمسئولية المالية.
في دراسة أخرى (4) باستخدام نفس بيانات المسح الرصدي السابق ، وجدت ليبارون بلاك وفريقها البحثي أن مدى جودة تعليم أولياء الأمور أطفالهم إدارة الأموال له علاقة ليس فقط بالمخرجات المالية (تحقيق ثروة، مثلًا] ولكن أيضًا بمخرجات الصحة العقلية [والتي قد تشمل انخفاض في أعراض المرض وتحسن في الأداء الدراسي، وارتفاع في متوسط العمر المتوقع وتطوير القدرات اللازمة للعيش حياة مُرضية(5)]. في مرحلة الشباب. قالت ليبارون بلاك: “يؤدي نقل أولياء الأمور تجاربهم في إدارة الأموال إلى أطفالهم إلى زيادة كفاءتهم المالية الذاتية(6) طوال حياتهم، وهو الأمر الذي يتلازم مع مستوى عالٍ من الرضا عن الحياة(7)، والحد من الاكتئاب والقلق، وزيادة في مستوى الاستقلال عن والديهم ماليًا”. وجدت دراسة ليبارون بلاك هذه أيضًا علاقة بين الثقافة المالية التي يقوم بها أولياء الأمور وجودة العلاقة الرومانسية للشباب مع شركاء حياتهم.
اتاحة الفرصة للأطفال لإدارة الأموال يمكن أن يكون أمرًا مثيرًا لخوف أولياء الأمور في البداية، لكن ليبارون بلاك تقترح البدء بأنشطة بسيطة. على سبيل المثال، يمكن اعطاء الطفل الدارج [بحسب التعريف: مرحلة الدرج العمرية تبدأ من سنة إلى 3 سنوات] حصالة نقود بسيطة فيها ثلاث فتحات لحفظ أمواله فيها: فتحة للادخار وفتحة ثانية للتبرع وفتحة ثالثة للإنفاق. مع تقدم الأطفال في العمر، يمكنهم ممارسة إعداد ميزانية، والادخار لأهداف قصيرة الأمد، مثل شراء دراجة، والادخار لأهداف طويلة الأمد، مثل الادخار الذي قد يحتاجه للدراسة في الجامعة وإنفاق أمواله بحكمة، وفتح حسابات توفير أو غيرها من حسابات الاستثمار. يمكن لأولياء الأمور أيضًا مساعدة أطفالهم في تحديد أهدافهم المالية والعمل الهادف على تحقيقها.
“استمر في المحاولة، حتى لو بدا الأمر صعبًا،” كما قالت ليبارون بلاك، مشيرة إلى أن إعداد الأطفال بأساس قوي في إدارة الأموال يستغرق وقتًا واستمرارية في الثبات على هذا المبدأ. “في السنين القادمة، الجهود البسيطة التي بذلتها كولي أمر ستؤتي ثمارها حتمًا لصالح طفلك.”
تعليم الطفل إدارة أمواله يعد اسلوبًا يمكن أن ينطبق على العديد من جوانب التربية. يعد الحوار معه مسألة حيوية، لكن التعليم اللفظي وحده غير كافٍ.” عندما يعطي أولياء الأمور فرصة لأطفالهم لاتخاذ الخيارات والقرارت الخاصة بهم ومواجهة عواقبها والآثار المترتبة عليها، سواء أكانت إيجابية أو سلبية، سيكون الأطفال أفضل بكثير في مهارات اتخاذ قرارت جيدة طوال حياتهم”.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://www.investopedia.com/terms/m/moneymanagement.asp
2- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/fare.12751
3- https://ar.wikipedia.org/wiki/الشاب_البالغ_(علم_نفس)
4- https://news.byu.edu/intellect/kids-who-learn-money-management-from-parents-do-better-financially-relationally-according-to-new-byu-research
5- https://www.kingsfund.org.uk/sites/default/files/2019-03/outcomes-mental-health-services_0.pdf
6- “الكفاءة الذاتية ترجع إلى إيمان الفرد بقدرته على القيام بتنفيذ السلوكيات اللازمة لتحقيق إنجازات أدائية محددة. الكفاءة الذاتية تعكس الثقة في القدرة على ممارسة السيطرة على دوافع الفرد وسلوكه وبيئته الاجتماعية.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.apa.org/pi/aids/resources/education/self-efficacy
7- “الرضا عن الحياة هو الطريقة التي يُظهر بها الناس مشاعرهم وأحاسيسهم وكيف يشعرون بشأن توجهاتهم وخياراتهم للمستقبل. وهو مقياس للرفاهية يُقيَّم من حيث المزاج والرضا عن العلاقات والأهداف المُحققة والمفاهيم الذاتية والقدرة الذاتية المتصورة للتعامل مع الحياة اليومية. يتضمن الرضا عن الحياة أسلوبًا مُحبّبًا مواتٍ لحياة الشخص ولا يقتصر على تقييم المشاعر الحالية. يُقاس الرضا عن الحياة تبعًا للمكانة الاقتصادية ودرجة التعليم والخبرات والعديد من المواضيع الأخرى.” مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/الرضا_عن_الحياة
المصدر الرئيس
https://news.byu.edu/intellect/it-just-makes-cents-byu-study-shows-children-need-hands-on-experience-to-learn-financial-responsibility