إما كفورا أو فرحا كفورا
صالح المرهون
مسكين هذا الإنسان في كل حالاته، الشيطان يلاحقه ويغريه إلا من عصم الله، والجهل يسيره إلا من وفقه الله،فالنسبة الأكبر من الناس لا ينظرون النظرة البعيدة الحكيمة للأمور، بل أحكامهم مستعجلة آنية، وقد عبر القرآن الكريم عن بعض حالات هذا الإنسان بأنه كافر يائس وفي بعضها فرح مغرور، قال تعالى:( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليؤوس كفور)
وعندما يفقد الإنسان النعمة يكون يؤوسا كفورا، فهذا النص يفهم منه أن النعمة إذا نزعت من الإنسان فإن الإنسان سيصبح بالضرورة بائسا كافرا، وحاشا الله أن يقصد ذلك في النص أو في النصوص المشابهة في الإشارات، وإنما النص يقصد وبحسب دلالة الناس هنا، أن الإنسان جبل على أمر معين، وهذا الأمر هو على النحو الآتي: إذا فقد الإنسان نعمة معينة كان قد ألفها من قبل فإنه حسب تكوينه النفسي سوف يشعر بالجزع والضعف، والجزع والضعف يجعلانه ييأس من رحمة الله ويتشاءم من هذه النعمة ستعود إليه، وهذا معنى اليأس في النص. والكفر يعني أن النفس لا إراديا سوف تشعر بالضيق تجاه الاسباب التي أدت إلى هذا الحرمان، وبما أن النفس تعلم بالاستنتاج الباطني أن الله هو صاحب القدرة فإنها تشعر بالضيق من الله لا إراديا بوسوسة الشيطان، والحد الآن تترجم هاتان الطاقتان إلى واقع، وتترجمان إلى واقع عملي إذا تغلبتا على المشاعر العكسية في الإيمان والرؤية العقلية الصحيحة التي يرسخها الدين. إذن فالنص موضح حالة في داخل الإنسان ولا يجزم بسلوك يسلكه الإنسان إذا تعرض لهذا الظرف،