الشيخ الصفار يدعو أن تسود ثقافة احترام كبار السنّ ورعايتهم
بشائر: القطيف
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار أن تسود المجتمع ثقافة احترام كبير السنّ ورعايته، وأن تتعزز هذه الثقافة في أوساط الجيل الصاعد، فبعضهم تنقصه هذه الثقافة وهذا الاهتمام.
وتابع: كما يجب أن تنشأ مؤسسات بمبادرات أهلية تهتم بكبار السنّ ورعايتهم.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: تشيّؤ الإنسان ورعاية المسنين.
وأوضح سماحته أن النصوص الدينية جاءت لتؤكد على رعاية المسنين واحترامهم. مؤكدًا أن البر بالوالدين يقع في الرتبة التالية لتوحيد الله وعبادته.
وأبان أن رعاية كبار السن واحترامهم تتجاوز الإطار العائلي، فهي مسؤولية اجتماعية، تستلزم صدور تقنينات تنظم حقوق هذه الشريحة، وتردع أي تعد عليهم أو الإساءة لهم.
اليوم العالمي للمسنين
وبمناسبة اليوم العالمي للمسنين وهو الأول من شهر أكتوبر قال سماحته إن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت هذا اليوم منذ سنة 1990م لتذكير المجتمعات الإنسانية بهذه الشريحة، وضرورة الاهتمام برعايتها. والتعامل معها باحترام يليق بإنسانيتها وعطائها في الحياة.
نظام حقوق كبير السن
وأشاد سماحته بنظام حقوق كبير السن ورعايته الذي صدر بمرسوم ملكي بتاريخ 3/ 6/ 1443هـ.
وأشار إلى أهمية تداول هذا النظام وتفعيله ونشر مضامينه.
وتطرق لما تضمنته المادة الثانية من النظام التي أوجبت تمكين كبار السن من العيش في بيئة تحفظ حقوقهم وتصون كرامتهم، وطالبت بنشر التوعية والتثقيف المجتمعي لبيان حقوق كبار السن؛ لأجل احترامهم، وتوقيرهم.
وذكر من نقاط المادة: تشجيع القادرين من كبار السن على العمل، والاستفادة من برامج الدعم الموجهة إلى الجهات المشغلة لهم.
وأضاف: وكذلك دعم النشاطات التطوعية في خدمة كبار السن، وتخصيص أماكن لكبار السن في المرافق العامة والمناسبات العامة.
وتابع: ومن النقاط المهمة أيضًا: تأهيل المرافق العامة والتجارية والأحياء السكنية والبيئة المحيطة والمساجد؛ لتكون ملائمة لاحتياجات كبار السن، وذلك في ضوء الأنظمة والأوامر ذات العلاقة.
وبيّن أن النظام حدد عقوبات رادعة بالسجن والغرامة على أي انتهاك لشيء من حقوق كبار السن.
ومضى يقول: إن احترام كبار السنّ ورعايتهم ينطلق من مبدأ احترام إنسانية الإنسان، وتقدير ما قدّم من عطاء ودور في حياته.
وتابع: كما أن هذه المرحلة تنتظر كل إنسان يمتد به العمر، فحين تتعزز هذه الحالة تكون حماية لمستقبل أجيال المجتمع.
وأبان أن إساءة معاملة كبار السنّ تُعد إحدى المشكلات العالمية الموجودة بالبلدان النامية والمتقدمة على حدّ سواء.
وأوضح أن التقارير والإحصاءات تتحدث عن حالة الجفاء والجفاف في العلاقات الإنسانية في المجتمعات المادية المتقدمة، حيث يكون مصير كبار السنّ والمرضى العاجزين إلى رعاية المؤسسات المعنية، دون اهتمام أو تواصل من أبنائهم وذويهم.
وتابع: وهذا يعرّض كبار السنّ للوحدة والعزلة الاجتماعية والاكتئاب.
وأضاف: وقد كشفت جائحة كورونا عن مآسي في دور العجزة والمسنين في مختلف المجتمعات الغربية.
وحذّر من معاملة الناس بعضهم بعضًا بعدّهم أشياء مجردة، دون النظر إلى القيمة الإنسانية.
تشيّؤ الإنسان
وأدان حالة (تشيّؤ الإنسان) موضحًا أنها من أخطر إفرازات الحضارة المادية المعاصرة، هيمنة الروح المصلحية المادية على نفس الإنسان، وإغفال البعد القيمي الأخلاقي.
وبيّن أنها تعني التحول إلى أشياء وأدوات بالمفهوم المادي.
وعن معناها في المفهوم الاجتماعي قال سماحته: إنها تدل على تحول العلاقات بين البشر، إلى ما يشبه العلاقات بين الأشياء، ومعاملة الناس بعضهم بعضًا بعدّهم أشياء مجردة، دون النظر إلى القيمة الإنسانية.
ورفض أن يكون التعامل بين الإنسان والإنسان الآخر، والاهتمام والاحترام مادامت هناك مصلحة ومنفعة في البين، فإذا انتفت المنفعة والمصلحة، فلا دافع للاهتمام والاحترام. مهما كانت درجة القرابة والصلة بذلك الإنسان، أبًا أو أمًا أو زوجًا أو ولدًا.
وأكد أن النصوص الدينية تعتبر إكرام الكبير من إجلال الله تعالى، مستشهدا بقوله (ص): (إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ).
للمشاهدة: