اعتذر للآخرين عندما تخطئ فلا عيب في ذلك
جواد المعراج
يصف الاعتذار وجود الضمير لدى الشخص المخطئ في حق طرف محدد، ويعرف أيضًا بالاقتناع الحقيقي بأن هناك أمور يجب تعديلها ورد الجميل للطرف الذي ضايقته مثلًا عند لحظة خلاف أو موقف معين حصل بينك وبين زميل عمل في مكان الوظيفة، أو بينك وبين فرد في الحياة الاجتماعية.
والإنسان الذي لا يعتذر ولا يقر بالخطأ إذا ارتكب سوءًا تجاه الناس يعد شخصًا متعجرفًا ومتكبرًا ومغرورًل، لأن مثل هذه السلوكيات تعد سببًا في جعل البشر يتعودون على ممارسة الظلم والعدوان وعدم الشعور بأنهم مخطئين في حق من حولهم.
فعلى سبيل المثال ترى من يميل إلى مضايقة الآخرين بالكلام السيئ واتباع وسائل مؤذية وبعد ذلك إذا قالوا له أنت مخطئ ينكر ويبادر بقول أنا لم أفعل أي شيء، ويبرر تصرفاته بأعذار وهمية حتى لا يعتذر ويرد لهم الكلام الطيب والمبني على الأخلاق والإحساس بالحياء.
وهناك بشر يفتقرون للحياء ولا يستحون، ولديهم تصرفات مبنية على قلة الآداب التي تؤدي بهم إلى الاستمرار على تكرار الأفعال السيئة دون الشعور بالذنب الذي ارتكبوه تجاه الآخرين.
وعكس ذلك هناك أشخاص قد يصبح عندهم ضمير حي في فترة محددة في حياتهم فيستيقظوا عن غفلة الشيطان ويبادرون بالاعتذار للأطراف الأخرى الذين مارسوا عليهم نوعًل من الضغوطات والمضايقة مثلًا.
وهذا أمر جيد جدًا يبين أن الإنسان سيشعر بالراحة فيخرج من حالة الضغوطات الشديدة، ويتخلص من السلوكيات التي تسبب له توترًا واحباطًا وعدم التوازن والاعتدال في الانفعالات والتعاملات الاجتماعية.
إن الاعتذار عن الطريق المبادرة بإطلاق كلمات محببة ولطيفة على سبيل المثال يعد كإخراج الصدقة التي تبعد الشخص المخطئ عن البلاء والمصائب التي تجلب حالة الوفاة المفاجئة بسبب ظلم الناس والاعتداء على الحقوق الإنسانية.