والتي لم تمت في منامها
علي المادح
لما احتضنت من المقاعد ما أستطعت من الأملْ
واستأثر النسيان فيك على طريقة من غفلْ
وتباطأ الزمن الذي يجري وراءك في عجلْ
وغدوتَ وحدكَ نائماً كلٌ بدنياه انشغلْ
رئتاك لم تستوعبا عنك الهواء لما اعتزل
ملأ المكان فكيف عن رئتيك في الباص اضمحل
هل قمت تبحث عن بقايا العمر في ذاك المحل
أمْ صرت تسأل عن أبيك وما اعتراه وما الخللْ
شيئا فشئياً مشهدٌ للموت فيك قد اكتمل
شيئا فشيئا كاختناقك قد أصبنا بالشلل
نتنفس الأعذار لا الكلمات تجدي أو جدل
لو كنت تدري ما شعور الفقد يحتمل الجبل
هي (فاطم الزهراء) لما قد رأتك على وجلْ
هي (فاطمٌ الزهراء) قد قالت تعال ولا تسلْ
وطبيعة الجدات أعشاشٌ إذا طفحَ الوجل
هي من أزاحت عنك ثقل الموت من كدر الأجل
فالموت لا يعني الفناء بل الحياة إلى الأزل
وبذا توفَّاك الإلهُ ففيكَ قرآنَ نزلَ
…….
{ ٱللَّهُ یَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِینَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِی لَمۡ تَمُتۡ فِی مَنَامِهَاۖ فَیُمۡسِكُ ٱلَّتِی قَضَىٰ عَلَیۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَیُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ }
[سُورَةُ الزُّمَرِ: ٤٢]