ماذا يفعل الملل في دماغك؟ هل هو صديق أم عدو؟
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
لقد ممرنا بحالة من الملل (الضجر). لقد قرأت نصف كتاب صخم أو حضرت ندوة في المحاسبة أو شاهدت مسلسل نيتفليكس Netflix مبالغ فيه ولاحظت أن الملل قد تسلل إليك. ذلك يُعرف بالشعور بالملل الذي يتميز بتراجع في مستوى الاهتمام والرغبة وفقدان الدافع في القيام بعمل ما.
حالة الملل لا تعتبر حالة ممتعة وقد تثير الغضب والإحباط والارباك وحتى حالة من الذعر الداخلي الصامت سواء أجعلنا نشعر بالنعاس أو الانزعاج أو عدم الصبر أو الجزع ، فإن الملل ليس أمرًا نحن البشر نرغب في تحمله. نحن البشر بطبيعتنا كائن نشط نبحث باستمرار عن الإثارة على مستوى الشعور أو ألاشعور.
لكن لو أردنا أن نصدق النظرية القديمة القائلة بأن وراء كل انفعال / شعور هدفًا – أي وراءه منفعة تطورية – إذن ما هي الفائدة من الملل؟
الملل: هل هو صديق عاطفي أم عدو؟
البروفيسور بيتر إنتيكوت Peter Enticott من جامعة ديكين Deakin يشبِّه الملل بجرس إثارة لاشعوري.
“المفتاح هنا هو أن نفكر في الملل كما نفكر في أي مشاعر سلبية أخرى(1): الملل يعتبر دافعًا من الدوافع على سلوك ما. يقول البروفيسور إنتيكوت “يعتبر الملل طريقة لإبقائنا متيقظين وحذرين وواعين بما يجري حولنا”. “الملل قد يدفع أيضًا على التحول المفيد في انتباهنا ومحور اهتمامنا وتركيزنا للبحث عن تجارب وممارسات جديدة، والتي قد تكون مفيدة ونافعة لنا على الأمد الطويل.”
كما يقترح البروفيسور إنتيكوت، على الرغم من أننا غريزيًا نصنف الملل على أنه شعور سلبي(1)، إلا أنه غالبًا ما يقودنا إلى نتيجة إيجابية. “المشاعر السلبية تبقى مع ذلك مفيدة ونافعة بشكل لا يصدق. تذكر دور الخوف في تجنب الأذى والضرر، أو دور الغضب كدافع للسلوك، أو دور الاشمئزاز في تجنب الطعام الفاسد، “كما يقول البروفيسور إنتيكوت.
الضجرون من الناس : أرواح خاملة أم عباقرة مبدعون؟
أثبتت تجارب متعددة تبحث في الغرض التطوري للملل صحة نظرية مثيرة للاهتمام، مفادها أن الذين يشعرون بالملل يفكرون بطريقة إبداعية أكثر من أولئك الذين لا يشعرون به. إذن، هل الملل يبعث على الخيال / التصور(2)؟
‘قد يكون الملل دافعًا قويًا للبحث عن المزيد من الإثارة الذهنية، كما يتأمل البروفيسور إنتيكوت. خذ طفلًا يشعر بالملل، على سبيل المثال. إذا لم يكن لديه ما يفعله، فمن المرجح أن يختلق لعبة غريبة أو قصة خيالية للترفيه عن نفسه.
بالتأكيد، يشعر بعض الناس بالملل أسرع من غيرهم، وقد ابتكر علماء النفس أساليب لقياس سرعة الشعور بالملل. إحدى النظريات المؤثرة هي أن الملل يعكس فشلنا في التعامل مع بيئتنا والاهتمام بها(3). وهذا قد يعزز السلوك الذي يبعث على انتباه أفضل تجاه أحد المهمات، أو حتى تجاه عملياتنا العقلية، [العمليات العقلية هي الأشياء التي يقوم بها العقل طبيعيًا،من بينها القدرة على الخيال والتصور والادراك والمشاعر والذاكرة والإحساس والتفكير(4)].
مصادر من داخل وخارج النص
1- “المشاعر السلبية هي أي شعور يسبب التعاسة والحزن. هذه المشاعر تجعل الشخص يكره نفسه والآخرين، ويقلل من ثقته بنفسه واحترامه لذاته ورضاه عن الحياة بشكل عام ويثبط همته وعزمه، ” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/negative-emotions
2- https://ar.wikipedia.org/wiki/مخيلة
3- https://philarchive.org/archive/ELPBAC
المصدر الرئيس