باحث في التاريخ: أوروبا نهضت عندما نقحت تاريخها .. ولا يوجد معمر في السعودية تجاوز ١١٠ سنة من العمر
بشائر: الدمام
قال الباحث في التاريخ الدكتور فائز الحربي، أن أوروبا بدأت نهضتها عندما وضعت التاريخ على مشرحة التحليل وقامت بتنقيحه، في تأكيده على أهمية دراسة وتحليل التاريخ بصورة موضوعية بعيدا عن التخيلات والمغالطات التي تعيق فهم التاريخ بصورة علمية دقيقة.
جاء ذلك ضمن الندوة التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان “مناهج دراسة وقراءة التاريخ” بحضور نخبة من المختصين والمهتمين بدراسات التاريخ، وأدار الحوار عيسى العيد.
وتناول المحاضر تعريف التاريخ وأهمية دراسته والأسس العلمية التي يبني عليها، موضحا أن المصادر الأولى للتاريخ بدأت من النقولات ثم النقوش والكتابة ثم التصوير والصوت الذي أحدث ثورة في طرق التوصل لحقائق تاريخية مهمة وتأكيدها.
وأضاف أن من معايير دقة المؤرخ هي العلم والأمانة والفطنة، مشيرًا إلى أن الخلل في معرفة التاريخ قد يكون مشتركا بين المؤرخ والمتلقي. كما عدد مناهج المؤرخين وطرق عملهم، مؤكدا أن معظم التواريخ تنقل عن بعضها ولم يكن هناك اهتمام كافٍ بتحقيق النصوص التاريخية، معددًا نماذجًا من أشكال التزوير والمغالطة في القضايا والأحداث التاريخية.
وذكر بأن هناك مغالطات وتزوير لكتب ونسبها لأسماء معروفة لتمرير بعض الأخطاء والأحداث التاريخية.
وعن أعمار المعمرين المنتشرة مقاطعهم على وسائل التواصل أكد بأن لا صحة لهذه الادعاءات والمزاعم، وأنها تحقق من بعض الأسماء التي تدعي ذلك، وأن أعمار المعمرين قد لا تتجاوز ١١٠ عام.
ودار النقاش في الندوة حول سبل تحقيق الوثائق التاريخية والطرق العلمية لذلك، والاشكالات التي وقع فيها بعض المؤرخين في مختلف المراحل، وأهمية التاريخ الشفهي كأحد مصادر التوثيق، وكذلك ضرورة تأهيل الباحثين في مجال التاريخ من أجل تدقيق المصادر التاريخية.
وحل علي حجي السلطان ضيف شرفٍ على المنتدى وأثنى في كلمته على جهود المنتدى معتبرا إياه رافعة حقيقية لوعي المجتمع وثقافته، وناقش بعض ما ورد في المحاضرة من أفكار.
وصاحب الندوة معرضًا فنيًا للمصور الفوتوغرافي عبدالله القصاب، والذي ركز في أعماله على البيئة الطبيعية في القطيف مستعرضا تجربته الفنية في هذا المجال، وتم تكريم بطل لعبة المبارزة الطفل أحمد الطريفي لفوزه في الجولة الذهبية في بطولة المملكة للمبارزة تحت سن ١١ عام، وحصوله على المركز الأول لهذا العام. واستعرضت الكاتبة فاطمة آل عباس كتابها “كان كالبدر” متحدثةً عن تجربتها في كتابته، موقعةً كتابها في نهاية الندوة.