فضل صلاة الجماعة وأهميتها
صالح المرهون
أكد المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني وغيره من المراجع العظام -حفظهم الله -على فضل صلاة الجماعة وحث عليها قائلًا بأن صلاة الجماعة مستحبة مؤكدة، خصوصًا في الصلوات الواجبة، كصلاة الصبح والعشائين، ولا سيما جيران المسجد أو من يسمع النداء أو الأذان، وقد ورد في فضلها وذم تاركها من ضروب التأكيدات ما كاد يلحقها في الواجبات، وتفضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد بأربع وعشرين درجة.
وفي رواية عن أبي عبدالله (ع) مايروي الناس أن الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين درجة، فقال(ع) صدقوا، فقلت: الرجلان يكونان جماعة، فقال(ع) نعم ويقوم الرجل عن يمين الإمام، وفي رواية محمد بن عمارة: قال أرسلت إلى الرضا(ع) أسأله عن الرجل يصلي المكتوبة وحده في مسجد الكوفة أفضل أو صلاته مع جماعة، فقال عليه السلام: الصلاة في جماعة أفضل، مع أنه ورد أن الصلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة، وفي بعض الروايات ألفي صلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: (أتاني جبرائيل مع سبعين ألف ملك بعد صلاة الظهر، فقال: يامحمد إن ربك يقرؤك السلام وأهدى إليك هديتين لم يهدهما إلى نبي قط قبلك، قلت: ماتلك الهديتان؟ قال: الوتر ثلاث ركعات وصلاة الخمس في جماعة، قلت ياجبرائيل ما لأمتي في الجماعة؟ قال: يا محمد إذا كان اثنين كتب الله لكل واحد بكل ركعة مائة وخمسين صلاة، وإذا كانوا ثلاثة كتب الله لكل واحد بكل ركعة ستمائة صلاة، وإذا كانوا أربعة كتب لكل واحد ألفا ومائتي صلاة، وإذا كانوا خمسة كتب الله لكل واحد بكل ركعة الفين وأربعمائة صلاة، وإذا كانوا ستة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة أربعة آلاف وثمانمائة صلاة، وإذا كانوا سبعة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة آلاف وستمائة صلاة، وإذا كانوا ثمانية كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة تسعة عشر ألف ومائتي صلاة، وإذا كانوا تسعة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة ثمانية وثلاثين ألفًا وأربعمائة صلاة، وإذا كانوا عشرة كتب الله لكل واحد منهم بكل ركعة ستة وسبعين ألفًا وثمانمائة صلاة، فأن زادوا على العشرة فلو صارت السماوات كلها كرطاسًا والبحار مدادًا والأشجار أقلامًا والثقلان مع الملائكة كتابًا لم يقدروا أن يكتبوا ثواب ركعة، يامحمد(صلى) تكبيرة يدركها المؤمن مع الإمام خير من ستين ألف حجة وعمرة، وخير من الدنيا ومافيها بسبعين ألف مرة، وركعة يصليها المؤمن مع الإمام خير من مائة ألف دينار يتصدق بها على المساكين، وسجدة يسجدها المؤمن مع الإمام جماعة خير من عتق مائة رقبة) وعن الصادق عليه السلام: (الصلاة خلف العالم بألف ركعة وخلف القرشي بمائة ولايخفى بأنه إذا تعدد جهات الفضل تضاعف الأجر، وأما حق إمام أو ثواب إمام في صلاتك أيها المؤمن فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين الله والوفادة إلى ربك، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه، ودعا لك ولم تدع له، وطلب فيك ولم تطلب فيه، وكفاك هم المقام بين يدي الله والمساءلة له فيك ولم تكفه ذلك، فإن كان في شيى من ذلك تقصير كان به دونك، وإن كان أثمًا لم تكن شريكه فيه ولم يكن له عليك فضل، فوقى نفسك بنفسه، ووقى صلاتك بصلاته، فتشكر له على ذلك).
فعلى المؤمنين بالمسجد التقيد بأوامر إمام صلاة الجماعة بما يأمرهم به وعدم الثرثرة الزائدة في المسجد، ويجب احترامه وتقديره، لأن للعلماء في شريعتنا الإسلامية منزلة عالية ومكانة رفيعة بالاحترام والتقدير فهم ورثة الأنبياء والأوصياء وحملة الشريعة، وهم روح الأمة وكيانها وحياتها ورجاؤها وفيهم بعد الله سبحانه وتعالى، ومن الواجب علينا أن نشيد بهؤلاء ونحترمهم ونقدرهم، والتأدب معهم في جميع شؤونهم، حيث قال الرسول الأكرم محمد(صلى)(ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويحترم عالمنا ويعرف لعالمنا حقه)
وكذلك على إمام صلاة الجماعة أن يحترم المؤمنين المصلين خلفه ويحسن التعامل معهم، وعلى من تقلد منصب صلاة الجماعة ويتقدم للصلاة بهم أو يرأسهم في أمر من أمورهم العامة: أن يتحلى بالصبر، ويتصف بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يتسع صدره لهم، ولا يصدر منه إليهم ما يبغضهم فيه، وينفرهم عنه، فإن كان أمرًا من أمور الدين، متعلق بالصلاة فأحكام الشريعة حكم بين الناس فعليه أن يبين الحكم لهم.