وحيدة الشطورة
أنور أحمد
-ابنتي الجميلة لماذا الحزن يخيم على عينيكِ؟
ماهو الأمر الذي احتل صدرك وضايقكِ؟
-أبي لا تشغل نفسك، ليس هناك مايهم!
– أخبريني يبدو الأمر مهمًا لذلك أحزنكِ!
-أبي لا أريد الذهاب مرة أخرى لبيت صديقك!
-لماذا؟ ماذا حصل؟!
-ابنته دفعتني حينما دخلت وأتيت لأصافحها وأضمها.
ولم تقبل التعرف علي جلست بعيدًا عند أمي، وعندما رأيتها تلعب قلت فرصة أشاركها اللعب
ونصبح صديقتين، فرفضت مشاركتي معها لعبتها وبدأت تصرخ.
هذه البنت مغرورة متكبرة وعنيفة لا أريد صداقتها ولا أريد زيارتهم مرة أخرى.
-لا عليك يا ابنتي سوف أخبرك عن وحيدة الشطورة لقد تسرعتِ في الحكم عليها، ولعلك تعذرينها لو فهمتِ حالتها، ولعلكِ تتقبلتين منها تصرفاتها المستغربة!
فهي تعاني من مرض اسمه طبياً اضطرابات في الطيف الذاتوي(مرض التوحد)
لذلك لديها بعض السلوك الغريب بسبب المرض، فتجدينها لا تحب العناق ولا التواصل البصري، وتحب أن تجلس بمفردها وتنعزل عن البقية.
قد يكون كلامها مبعثرًا، ولا تصيغ في بعض الأحيان الجمل بشكل صحيح ولا سيما المشاعر، وقد لا تدرك
مشاعر الآخرين، ولم تكن تتجاهلك ولكن ذلك سلوك يدفعها إليه المرض.
أحيانًا تجدينها تؤدي حركات متكررة، أو تهتز بشكل مستمر أو تلوح بيديها.
وقد تنزعج بشكل مبالغ فيه من الضوء أو الصوت واللمس! سوف أخبرك أمرًا أخر يعجبك في الوحيدة الشطورة، إنها مبدعه في الرسم ومتميزة بشكل ملفت في الرياضيات!
الأن هل تعذرينها وتقبلين بها صديقة لكِ، وتتفهمين ما يبدر منها من سلوك،
وخاصة أنها منضبطة في جلساتها العلاجية؟
-نعم يا أبي شكرًا لك لأنك وضحت لي وأزلت من عيني الغشاوة، الشطورة الوحيدة صديقتي منذ هذه اللحظة.
-بارك الله فيك يا ابنتي الجميلة.