أقلام

عشق الكتب

عبدالله البن عيسى

حينما تتطور القراءة من كونها قراءة ألى علاقة لا يعيها إلا المُحب للكتاب والمهوس بها، فيشعر بعلاقة وديه ومشاعر جياشه بينه وبين الكتب، ولا سيما النوادر منها، التي كانت في زمنها تعني الكثير لأبناء الحقب السابقة حيث كان الكتاب أنيسهم ورفيقهم، فنجدهم يكتبون بمشاعر واقعية للتعبير عن ما وجدوه في هذه العلوم، حيث كان يبدع السابقين في الكتابة والأدب والفكر فتجد تراثهم خلدهم وأعطانا تجاربهم سواء اتفقنا معهم أم اختلفنا. ولك هذا التركيب البشري وخلاصة تجاربه المتجددة بين الأجيال حينما يقرأها القارىء ينطبع بمشاعر لن يشعر بها إلا من تذوق حلاوتها وجمالها، فالكتاب ليس مجرد صفحات يُقلبها القارىء، وإنما نتاج يُوعيه وموعظةٌ تُنميه. وفي تصفح الكتب وقراءة نتاج الماضين وتجارب البشر يشعر كل من يرى نفسه محور الكون يصغر أمام هذه التجارب وأمام هذه النتاجات الفكرية والثقافية والأدبية، ولا سيما أقلام المؤثرين، الذي لا يزال ماخطت أيديهم ونتجت به أفكارهم سُلمًا يصعدُ به الإنسان إلى السمو الذاتي، وأما تصفح الكتب القديمة الأولى والمخطوطات النادرة، يشعر القارىء وكأنه في تلك الأزمان حينما كان للكتاب صولة وجولة في وجدان البشر، وكان الدليل إلى عقول الآخرين وآرائهم ويستنتج من كل هذا كيف أنّ الزمن يتغير والأذهان تتطور، ولكن مايؤسف حقيقةً أنّ القراءة بالسابق كانت مطلبًا الناس ولو كان في ذلك السفر والمشقة بين الوديان والسهول والصحاري، حتى يصل لمعلم يُعلمه والأدوات التعليمية بسيطة، أما الآن مع ضغطة الزر التي من خلالها يرى الإنسان بحرًا من العلم بكلمة بحث عنها في صنوف العلم والمعرفة، ولكن من يقرأ حتى حينما أصبح الكتاب بضغطة زر والمخطوطات كذلك فالقُراء ليس كما كان في زمن الحُقب السالفة، ولا يعني ذلك اضمحلال مثل تلك الأقلام، ولكنها ليست بعدد تلك الأقلام التي لا تمل وكان الكتاب أنيسها والقلم دليلها، وهذا يُرى حينما يُقرأ عن حياة العلماء والأدباء حينما يروون ويكتبون، نعم يوجد للآن أقلام مثمره ولا يزال لها أثرها، وحديثنا عن القُراء وليس عن الكُتاب، وعودًا على بدء فالكتاب له قيمة شعورية ومعرفية ويشعر بها عشاق الكتب أو بالمصطلح العلمي الجديد ” الببلومانيا “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى