من حقك أن تأخذ فترة طويلة عند لحظة التعرف على الغرباء
جواد المعراج
يعرف الإنسان الغريب بالشخصية غير المعروفة في مختلف الجوانب من قبل الطرف الثاني، خاصة عندما يلتقي به الآخر في مواقع التواصل كالواتساب والفيسبوك والسناب الشات، أو على أرض الواقع مثلا في مكان محدد كالمجلس والشارع وغيرها من أماكن أخرى.
وبالتالي قد يحدث ارتباك وخوف عندما تلقتي بهذا الشخص لأنك لا تعرف عنه أية معلومات وأخبار عن أصدقائه وحياته الاجتماعية وشخصيته، وغيرها من أمور أخرى تحتاج للتدقيق والسؤال عنها قبل الدخول في العلاقة العميقة التي تشمل الخروج والذهاب مع ذلك الغريب لمكان محدد عن طريق قيادة المركبة أو المشي.
فعلى الشخص الذي يتعرف على الغرباء أن يتعامل معهم باتباع منهج الشخصية الثقيلة والأسلوب المهذب، والمقصود بذلك عدم تبادل الأحاديث الطويلة، أو ممارسة المزاح الزائد الذي يكون مبنيًّا على كلام غير جيد يتطرق لأمور فاحشة.
ولأن المتحدث أمام الشخص الغريب يجب أن يعطي انطباع جيد تجاهه من لحظة اللقاء الأولى، حتى لا يتمادى عليه في قول كلمة أو جملة سيئة، وكي لا يتوجه الغريب نحو التفكير في أن الطرف الثاني شخصيته خفيفة ومعرضة للخداع بسهولة.
فلا تجعل الغريب يقوم باستخراج الكلام السري والأسرار الشخصية والمنزلية والأسرية والمواقف الخاصة بك، وغيرها من أمور يجب أن لا يعلم عنها الغرباء بل يجب أن تبين لهم إنك شخصية غير خائفة وقلقة من الأسئلة التي يطرحونها عليك؛ فإنك تستطيع أن تجاوب عن أي سؤال يوجهونه لك، إما بكلمة نعم أو لا.
وتستطيع أن تقول للغريب: هناك أمور وحدود وخطوط حمراء يجب أن لا تتجاوزها معي، مثلًا لا تسألني عن الراتب الخاص بي، ولا تسألني عن الأمور والخلافات الشخصية والعائلية والمنزلية لأن كل طرف يحتفظ بأسرار أهله وأصدقائه وأقاربه وذلك حتى لا تنتشر الفوضى بين أفراد المجتمع، لأن إفشاء السر أمر خطير.
إن من حقك كشاب أو مراهق أو أو رجل كبير بالعمر أو رب أسرة أن تأخذ فترة طويلة عند لحظة التعرف على الغرباء؛ حتى لا تتعرض للأذى والسرقة المالية والاستغلال الجسدي وغيرها من مواقف تجلب لك المضرة، وكل طرف لديه حرية في رفض أية علاقة لم يرتاح ويطمئن لها لأسباب سلبية معينة.