الدين الاجتماعي
هاشم السمين
إن الإسلام دين اجتماعي بطبيعته فلا يمكن للملتزم بتعاليم الإسلام أن يكون وحيدًا أو انطوائياً واستدل على ذلك بالشرعية ، نجد أن عندما يولد الإنسان يستحب لوالده أن يعمل له عقيقة وهي أن يدعو الناس على الطعام وايضاً استحباب صلاة الجماعة أو حتى توصية الشارع المقدس على الجيران وعلى سبيل الوجوب مثلاً في الحج يجب على الحجاج جميعاً عمل المناسك في موقع محدد و وقت محدد وهذا يوجب اجتماع جميع المسلمين في مكان واحد فمثلاً كل المسلمين في فجر اليوم العاشر من ذي الحجة موجودين في مزدلفة وبعد الشروق عند الجمرة الكبرى وايضاً عند وقوع آية تجد جميع المسلمين يصلون صلاة الآيات و الكثير من المعاملات التي لا يمكن تعدادها.
ولكن مع الأسف اليوم نجد الكثير من المسلمين لا يطبقون الأخوة التي وضحها الله لنا في كتابه بقوله : ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَة﴾ بل لايفكر الا بنفسه وسعادته يحبس نفسه في البيت ولا يدري عن أحد ولا أحد يدري عنه وكأنما هو لم يكن.
يجب علينا الاختلاط ببعضنا البعض فهذه هي طبيعة البشر فلو أن الطبيعي أن الإنسان ينفرد بنفسه لما وضع الحبس الانفرادي كوسيلة ضغط على المذنب حتى المجانين يوضعون في عنبر لأنه يحتاج إلى الآخرين فكيف بك أيها العاقل؟
أعلم بأن البعض اعتاد على الاعتزال بسبب فترة كورونا و حظر التجول ولكن الحياة رجعت إلى طبيعتها ولكنك لم ترجع إلى طبيعتك
واذا استمر الأمر على ذلك ستخسر حياتك دنيا وآخرة حسب ما قاله الله عز وجل في كتابه : ﴿وَالعَصرِإِنَّ الإِنسٰنَ لَفى خُسرٍإِلَّا الَّذينَ ءامَنوا وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَواصَوا بِالصَّبرِ﴾ [العصر] فكيف نتوصى بالحق نتوصى بالصبر إذا لم نكن اجتماعيين وكذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: “من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم” [وسائل الشيعة ج ١٦ ] إذا كنت جليس البيت كيف تهتم بأمور المسلمين فضلاً عن سماع ندائهم .
يجب علينا أن نحيي المجتمع بتعرفنا على بعضنا البعض فلن نكون أخوة الا بتناشطنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض ولن تنهض حضارتنا الاسلامية الا بالعمل.