دعوة لاستلهام العمارة الإحسائية الإسلامية في التصاميم الحديثة
بشائر: الدمام
دعا الباحث في الموروث والتراث العمراني، الخبير في المجالين الهندسي والمعماري، المهندس عبدالله الشايب، المعماريين والمعماريات في المكاتب الهندسية والاستشارية، إلى تسويق العمارة الأحسائية الإسلامية، واستلهامها والاستفادة منها في التصاميم الحديثة، وشرح جماليات هذه الفنون على العملاء، واستلهام المفردات العمرانية الأحسائية في الأبنية الحديثة، والتركيز على إنماء الوعي وتسويقها، مؤكدًا أن الفنان الأحسائي، أبدع في متممات العمارة في الأحساء، التي الأبواب، والنوافذ، وتكسية السطوح (الحوائط)، والزخرفة على اختلافاتها، ومنها استخدام الجص الحساوي في التكسية أو في التشكيل الفني عبر النقش (الأرابسك) وهي الزخرفة الجصية ، واستخدام الجص.
اللون الأبيض
أشار الشايب، الذي كان يتحدث في محاضرة بعنوان: “الزخارف الأحسائية.. بصمة وهوية”، ضمن فعاليات مهرجان: “واحة الأحساء”، بتنظيم من هيئة التراث، ومحافظة الأحساء، وبالتعاون مع أمانة الأحساء، على مسرح الخيالة بمتنزه عين نجم في مدينة المبرز التابعة لمحافظة الأحساء، وأدارتها الروائية والفنانة التشكيلية أميرة الصاهود، وبحضور رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، وحشد من المثقفين والمثقفات من داخل وخارج الأحساء، إلى اعتماد الجصاص أو النقاش أو المزخرف على قاعدة الدائرة والمربع لإنتاج عدد لا نهائي من الوحدات الزخرفية، مع تعلق الأحسائيين باللون الأبيض، وهو لون النقاء والصفاء للنفس، وتفريغ الطاقة من جهة واكتساب الراحة من جهة عبر التغذية البصرية، وذلك من خلال التشكيلات المعمارية المختلفة، إذ يلحظ الجميع ذلك عند الدروايز والبوابات والروازن والوجاغ بالمجالس، وكذلك من خلال التكوينات الجصية الزخرفية الغائرة والنافرة، أو تلك النافذة للضوء والهواء، والتي تعرف بـ”المشخال”.
تأثرًا بالنخلة
أوضح أن الزخرفة الجصية بتنوعها، تعبر عن أشكال هندسية أو نباتية، ومنها: التورق تأثرًا بالنخلة على هذه الزخارف بشكلها المباشر أو الرمزي، وهو ما يؤكد على أن للنخلة من شان كبير في وجدان الأحسائيين، بالإضافة إلى القطع الزخرفية المستقلة كالمرش، ويحرص النقاش على امتلاء الفراغ السطحي مبدئيا قبل العمل، والاشتغال على التماثل من مركز الوسط، وأن الأرابسك الأحسائي، يعتمد على الظل والظلال، وتعتبر زخرفة “الطعامة” من أشهرها، والتي استخدمت حديثاً للتدليل على الزخرفة الأحسائية الإسلامية.
أكد على أن هناك أنموذجًا عمرانيًا في الأحساء، تمثله البيئة الحضرية، وهو سمة المجتمعات في اقليم الأحساء التاريخي، وحوض الخليج، وقد اسهم الأساتذة والبنائين الأحسائيين في تلك المجتمعات في ذلك النموذج العمراني، من خلال العمارة المتقنة في الفراغات أو التشكيل أو توزيع تلك الفراغات، بما يلائم الغرض للاستخدام الآدمي والزراعي والحيواني والتجاري، علاوة على التغذية البصرية المستدامة، وتعداد الأبنية بتماثل السمة.
وهج اليونيسكو
وقال الشايب: مسؤوليتنا حالياً الحفاظ على وهج “اليونيسكو” قائمًا ومستدامًا، فمنذ حضارة دلمون والعبيد، لأكثر من 5 آلاف سنة، قدمت الأحساء أنموذجًا إنسانياً، يقتدى ومدرسة تستحق الإتباع، وتحقيق ما نصبوا اليه من صون الموروث وتأهليه معرفيًا وترفيهيًا واقتصاديًا، في إعلان اليونيسكو بأن الأحساء موقع تراث عالمي في 2018م، ودخول واحة الأحساء بكاملها كأكبر جغرافية تعلنها اليونسكو في وقت واحد بـ 12 مكوناً، بملف حمل عنوان: “الأحساء.. مشهد ثقافي متطور”، وازدياد حجم المسؤولية في صون الواحة بمكتسباتها الطبيعية والمظاهر الخاصة كالجبال، والأودية الطبيعية، والبحيرات، والبراري، ومكتسباتها التي ابدع فيها الإنسان الحساوي، وتتمثل في البيئة الطبيعية، كشبكات الري والصرف والزراعة، وتسجيل الأحساء في موسوعة جينيس كأكبر واحة نخيل في العالم، وأن الإنسان الحساوي، أبدع في المدن التاريخية بتشكلاتها المدنية من القلاع، والمساكن، والمساجد، والقصور، والعرشان، والحمامات، والأسواق.
هذه الأرض الطيبة
بدوره، أوضح رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري، جاءت محاضرة المهندس عبدالله الشايب، ضمن نشاطات هيئة التراث، ونادي الأحساء الأدبي في المهرجان، الذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر آل سعود محافظ الأحساء متميزة بما تعنيه الكلمة لما تضمنته من معلومات قيمة وثرية عن الزخارف الأحسائية، التي تميزت بتميز إنسان هذه الأرض الطيبة، ولعراقة هذا الموروث التراثي الثقافي في الأحساء، وقد سلط الضوء على نماذج متعددة جميلة وثرية من هذا الموروث الذي تميزت به العمارة في الأحساء منذ القدم، كما تميزت الأمسية بحضورها اللافت من المثقفين والمثقفات والمهتمين بهذا الجانب، وتستمر فعاليات المهرجان حتى الـ ٢٠ ديسمبر الجاري في شراكة متميزة وغير مسبوقة بين أدبي الأحساء وهيئة التراث، وبهذه المناسبة أقدم الشكر والتقدير للزملاء في هيئة التراث على هذه الجهود وهذا التعاون الثقافي البناء، وإن شاء الله يستمر هذا التعاون بأحسن الأحوال.