التحلي بالصبر عند لحظة مواجهة مرض العضال
جواد المعراج
مرض العضال حالة اجتماعية ونفسية قهرية ومستعصية تجعل المصاب ينعزل عن العالم الخارجي ويفقد القدرة على التواصل مع الأسرة والمحيط الاجتماعي والاستمتاع بالحياة، وكل طرف في الحياة يعاني من مرض نفسي، ومن صعب معالجة ذلك المرض الذي يؤدي للوفاة كالاكتئاب الذي يجعل الإنسان يفكر في الانتحار.
وكثير من الناس في العالم والمجتمعات أدى بهم الامر للاستسلام لحالة العضال التي توحي بصعوبة الشفاء من أي مرض يتعرض له الإنسان، وكل هذا بسبب التشاؤم وتضييع العمر في أذية النفس وأحيانًا الآخرين، عوضًا من الإقدام على العلاج بوسيلة استشارية نفسية واجتهاد شخصي، من أجل إنهاء المسلسل المدمر.
شابات يتعرضن وشباب يتعرضون إلى مشاكل كبيرة أو بسيطة وصغيرة وقد تلقى منهم من يقول: أنا أريد أن أفكر في الانتحار. استهتار بالأرواح والنفوس البشرية دون التفكير في النعم والأرزاق التي تصدر من الله تعالى، ومن أمثلة النعم الجميلة هي نعمة العقل التي تحفظ الإنسان من الانحراف والفطرة غير السليمة.
يمكن القول: إن أي مرض عضال يصاب به الفرد هو عبارة عن اختبار وابتلاء من رب العالمين وهناك من يواجه ولا يخاف من العواصف الحياتية التاريخية بل يجتهد ليلًا ونهارًا، وذلك كي يخرج من كل أزمة نفسية تعكر صفو الحياة لديه، وقليل من لديه حكمة في تحمل مرض العضال ومواجهة المشاكل المستعصية.
وما أجمل أن ترى إخوة وأقرباء وشباب تغلبوا على هذا المرض العضال وهم يعيشون حياة سعيدة وهادئة ومنتظمة في الجانب الوظيفي والمالي والأسري، بل يعيش كل طرف بطمأنينة وراحة في المسكن والمنزل الذي يعيش فيه الوالدين. إن الإرادة والثقة بالله ثم بالنفس تصنع المستحيلات عندما يتميز صاحب المواجهة بالقدرة على سحق الجدران والمطبات التي تعيق تهيئة الأجواء الإيجابية البعيدة عن التهور والطيش والعنف النفسي.
ومن هنا نتعلم الدرس والعبرة، إن الحياة قصيرة لا تستحق أن تضيع بسبب مرض ولا تستحق أن يتم فيها خلق الخلافات والعداوات والخصومات، فكل إنسان له قدرة على سحق الجدران السوداء الضخمة بكل بساطة إذا بادر بالتخطيط للخطوات القادمة دون النظر للخلف أو الخوف من المستقبل.
هنيئًا لكل شخص صبر على الاختبارات والابتلاءات الإلهية، فهو لبق ولطيف بالكلام ولديه أخلاق وروح جميلة تسعى لتعزيز التماسك الاجتماعي والأسري والحب والخير بعيدًا عن العدوانية والظلم التي تتوجه مثلًا نحو الاستقواء على الإخوة أو الأيتام، أو سلب أموال الأقارب المريضين نفسيًا.