أخصائي نفسي: فخ (التجربة) يدمّر الأجيال.. ويجب تأهيل الوالدين لحفظ أبنائهم من (الشبو)
بشائر: الدمام
حذر أخصائي التوجيه والإرشاد النفسي الدكتور فواز بن كاسب، عبر “سبق”، الآباء والأمهات من انتشار المخدرات، وخاصة مادة الشبو، في الآونة الأخيرة في بعض الدول العربية ودول الخليج ومنها المملكة، مشيرًا إلى أن هناك فخًا كبيرًا يقع فيه الشباب، وهو “التجربة”.
وقال: “الشبو مادة خطيرة جدًا انتشرت هذه الأيام لوجود نقص في مادة الكبتاجون التي كانت منتشرة في وقت سابق، ولو تلاحظون من خلال وسائل الإعلام كان هناك تشديد وإحباط كثير جدًا من المحاولات لإدخالها للمملكة وأصبحت قليلة جدًا، وبالتالي بعض المنظمات الإرهابية والخونة داخل الحدود السياسية سولت لهم أنفسهم تصنيعها داخل المملكة، وذلك بتوفر نسبة قليلة من مادة الأمفيتامين ومن ثم إنتاج مادة الشبو”.
وأضاف أن مادة الشبو انتشرت لرخصها وكثرتها في الأسواق المحلية، حيث يتم الترويج لها وزيادة كميتها لكي ينعكس ذلك على التحصيل المادي لسوق المخدرات وتعويض الخسارات الناتجة عن انخفاض مادة الكبتاجون.
وأشار “بن كاسب” بأن “المملكة مستهدفة من بعض المنظمات الإرهابية، ويأتي في مقدمتها حزب الله والتي تدفعها إيران لتهريب كثير من المواد المخدرة كمادة الكبتاجون، وللأسف الشديد حتى هذه المادة تم تغييرها بمواد أخرى ليكون هناك إدمان بشكل سريع ويتم تهريبها بسهولة عبر الحدود، وللأسف هناك خونة في البلد تسول له أنفسهم المشاركة في عملية التهريب والترويج بين أبنائنا في جميع محافظات المملكة”.
واستطرد قائلاً: “هناك كثير من الشباب خاصة في بعض المحافظات التي ينخفض فيها الوعي، يقلد من هم أكبر منهم سنًا من خلال تناول الأبيض، وللأسف الشديد يرون أنها نوع من الرجولة ونوع من النشاط وهذا مؤسف جدًا لغياب الوعي”.
وبالحديث عن الجانب الأمني، أكد “فواز كاسب” أن البنية الاجتماعية هي إحدى عناصر القوة الوطنية، وبالتالي استهداف مثل هذه البنية يحدث تمزيقًا للأسرة، وبالتالي ينعكس على الجانب الاجتماعي.
وشدد على أهمية التركيز على موضوع التربية والتوجيه الإرشاد وخاصة في بعض المجتمعات والفئات والأسر التي استشعرت خطورة ذلك في المدارس والجامعات والأماكن العامة، حيث لا يجدون هناك المهارات الاحترافية في التنشئة الاجتماعية والتوجيه والإرشاد النفسي لتعزيز الوعي لأبنائهم وأيضًا لإكسابهم المهارات الاجتماعية من خلال الذكاء الاجتماعي والذكاء العاطفي للابتعاد عن موضوع المخدرات بأنواعها.
وعن الإجراءات الوقائية للتعامل مع أبنائنا وإكسابهم المهارات للابتعاد والوقاية من المخدرات بأنواعها وخاصة مادة الشبو، قال إن “المسؤولية تقع على الوالدين في المقام الأول، حيث يجب عليهم القراءة والاطلاع والعلم والوعي وحضور دورات في مجال المخدرات وخاصة الشبو وأن يتعرفوا عليها وعلى أشكالها وأنواعها وصورها”.
وأضاف: “يجب أن نتعامل مع الشباب والمراهقين بحذر وأن نتنازل عن بعض الالتزامات بيننا في مجال التربية، وذلك لنخفف عليهم نوعًا من الضغوط، ويجب على الوالدين أن يكون لديهم إدراك ووعي بأن مرحلة المراهقة مهمة جدًا ومرحلة فيها سرعة انفعال، وبالتالي يجب أن يكون هناك احتواء جميل من الوالدين من خلال الجانب النفسي والمالي، وذلك من خلال التوجيه غير المباشر وأن يكون هناك فن في عملية التوجيه والتربية”.
وأشار “بن كاسب” إلى أنه “يجب أن نفصل بين أعراض المراهقة وأعراض تعاطي المخدرات، فهناك تشابه كبير جدًا، فالتمرد والملل والخمول والنشاط ومتابعة الموضة من أعراض المراهقة، أما أعراض تعاطي المخدرات فهي سحب كثير من الأموال وصرفها وتغير الأصدقاء، وهنا يجب على الأم الانتباه إلى ما يخفيه بعض الأبناء من مواد غريبة في جيوبهم أثناء الغسيل وتبليغ الوالد للتعامل معهم”.
واستطرد: “يجب على الوالدين أن يكون لديهم أسلوب في عملية توضيح هذه المخدرات وأنواعها ومسمياتها وأشكالها أثناء خروج أبنائهم مع زملائهم، وأن يكونوا حذرين من بعض الأصدقاء الذين يروجون لبعض المصطلحات، أو الكلمات التي تؤدي إلى الاندفاع وخاصة أن المراهقين في مرحلة الاندفاع السريع”.
وحذر من أن هناك فخًا كبيرًا جدًا يقع فيه الشباب، وهو التجربة يقولون له جرب وسوف تعود مرة أخرى، وكلمة التجربة هي للأسف أكبر باب للهلاك والدخول في نفق مظلم، فلا يستطيع أحد أن يدخل باب المخدرات ويعود كما كان إلا بتدخل طبي ونفسي واجتماعي.
وتابع: “أنصح بضرورة أن يكون هناك جلسة مع البنات والأولاد المراهقين نوضح لهم مخدر الشبو المنتشر في الآونة الأخيرة، ويكون هناك فن في عملية توصيل المعلومة وأيضًا إكسابهم مهارات الرفض وأيضًا الاحتواء، ولا ننسى في حال مشاهدة أي نوع من الترويج والتعاطي تبليغ الوالدين أو من ينوب عنهم والمسؤولين”.